New Page 1
عـلمٌ فلسـطينيّ / نـاديـن ياغـي
02/08/2010 10:11:00
هكذا إذاً... سهمي المخمليّ ينقصه حدّةٌ في رأسه، وحسامي المصقول يعاني من عمى السّرعةِ في حركته الإنسيابيّة.
هكذا إذاً... شهابي النّاريّ معزولٌ في كتلةٍ من جليدٍ خرافي، ومذنّبي الحارق يفتقر إلى حرارةٍ ليضرم بها لهيباً كتذكارٍ من رحلته التشاؤميّة.
هكذا إذاً... حجري الصّموديُّ يختاله موجٌ من النّعومة، وجبل شموخي اخترقته نسمةٌ من ذلول الشّمس عند المغيب.
هكذا إذاً...وطني احتُلّت خريطته، وأرضي نُفيت في خيمةٍ تحت تضاريسها.
وأنا لا أزال أُرتّل حروفاً صدئةً مهترئةً كسواكٍ انهالت عليه أسناني بملل الواجب، وأختي كما هيَ جالسةً تُركّبُ قطعاً مستترة في محاولةٍ عبثيّةٍ لتقودَ حلماً خلف آثار درّاجتها الطّفوليّة، وأبي مثل ما كان دائماً صنماُ من منحوتات الثّورة يحكي تاريخاً بصمت القنوط، أمّي أيضاً تشاركنا في جمود توقّف الزّمن راكضةً في سباق همومها، أمّا قلمي فهو العاملُ المتغيّر الوحيدُ في فوضى ألّا شيء، كلّ يومٍ يخسر من كتلةِ حبره بسبب إضرابه عن ترك الكلمات معلّقةً على حبل الإنتظار ككومةٍ من ثيابٍ مجرّدة تروحُ وتجيءُ بأمرٍ من رياحٍ غربيّة كانت أم شرقيّة، فبدلاً من الضّياع في متاهةِ الأيّام المتشابهةِ في عشوائيّة التفافاتها اختار قلمي أن ينزفَ بدمه الأزرق أجيالاً من الرّسومات المفهومة، لعلّ وعسى تجذبُ انتباهَ مشتري وتُعلّق تحفةً أثريّةً في متحف عقولٍ متنوّرة، ولكنّ العروق على وشك لأن تجفَّ مياهُها تحت أشعّة الإحباط، والدّماء تكاد أن تكون تجلّطاتٍ متشوّهةً تحت رعايةِ أدواتٍ طبّيّة وعنايةٍ بشريّة، بمعنى آخر تحت شفقةِ مشنقةِ الانتحار، وكلّ ما استطيع سرده في خطورةِ الرّوتين العربيّ من السّكوت هو تنهّداتُ عاشقٍ حُرم من بريق أعين الحبيب فأقول:
هكذا إذاً... عيون حبيبي خسرت بريقها في دموع التّرحال، وعاشقي يأنُّ ألماُ من بُعدِ علمٍ تارّة أحمر غجريّ، وتارّة أخضر ملكيّ, وتارّة أخرى أبيض ملائكيّ وتارّة أخيرة أسود نقيّ، وقد يكون أحياناً في دقائق معدودة يُمضيها الحوت على السّطح قبل الإختفاء في أعماق المحيط امتزاجاً رباعيّ، علماً فلسطينيّ.
|