New Page 1
حماس وهذا الرفض الشكلي للمفاوضات/ خالد بركات
09/08/2010 11:27:00
لماذا لا تقوم حركة المقاومة الاسلامية - حماس - بتنظيم مسيرات شعبية عارمة ضد المفاوضات التي يعد لها الان مع الكيان العنصري المحتل؟ الا ترى الحركة في هذه المفاوضات تهديد مباشر وصريح للحقوق الوطنيه والمشروعة للشعب الفلسطيني؟ لماذا هذا الرفض الشكلي ، المستتر بمؤتمر صحفي او بيان يصدر عن المكتب السياسي او الحكومة ؟ هل هذا يكفي لاسقاط هذه المفاوضات – الجريمة - التي تهدر المزيد من كرامة الشعب الفلسطيني وتشوه صورة نضاله التحرري وقضيته العادلة؟
هذا السؤال المشروع نوجهه للاخوة في حركة حماس ليس بهدف " حشر الشباب في الزاوية " بقدر ما هو حرصاً واحتراماً وتقديراً لهذه الحركة الفلسطينية المجاهدة ، التي قدمت ، ولا تزال مستعدة ، لتقدم المئات من الشهداء والاسرى والجرحى ضريبة وطنيه ( وفي سبيل الله ) تدفعها من اجل تحرير فلسطين والانتصار على مشروع الاحتلال. اليس كذلك؟ لقد قدمت الحركة خيرة شبابها وقياداتها ورموزها من اجل ماذا؟
من حقنا ان نسال هذه الحركة المجاهدة ، التي " تحكم " غزة ، ولها قواعد شعبية واسعة في الوطن والشتات ، وهي قادرة على حشد 2000 فلسطيني/ة في مظاهرة ، تماما كما تفعل مع " الاعراس الجماعية " التي تقام في المخيمات الفلسطينية بسوريا ولبنان؟ هل هناك توجه لدى الحركة لتعزز رفض الشارع الفلسطيني وتؤكده عملياً ومن خلال مؤتمرات شعبية ومسيرات جماهيرية موحدة ؟ لماذا لا تدعو الحركة الى تحويل ايان الجمع في المساجد الى مسيرات احتجاج ضد المفاوضات العبثية؟
نطالب حركة حماس ان تتقدم وتقود الشارع الفلسطيني وتحشد قواه وكل طاقة ممكنة لاسقاط مشروع المفاوضات مع العدو الصهيوني وتحقيق الوحدة الوطنيه والمشاركة في اعادة بناء الحركة الوطنيه وصياغة اهدافها المشتركة . اذ لا يصح ان ترفض الحركة المفاوضات مع العدو وتقول ان هذا هو الرضوخ بعينه لشروط المجرم نتنياهو وستراً لعورة السلطة ، دون ان تقوم الحركة بتظهير مواقفها على الارض وتؤكد رفضها لهذه المفاوضات المهزلة.
ان تبني حركة حماس لمقولة " الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع والقدس الشرقية " ينشر مخاوف كثيرة ، خصوصا وانها تبقي الباب مفتوحاً لمفاوضات مع العدو تؤدي لتحقيق هذا الغرض! هذا الامر يقوي معسكر رام الله ، وسوف يقال بعد شهر على لسان هؤلاء : هل رايتم مظاهرة واحدة لحماس ترفض فيها المفاوضات مع العدو؟
واخيرا، ندعو الاخوة في حركة حماس لرفض مشروع الدولة المستقلة على الارض المحتلة عام 1967 ، فهذا المشروع انتهى وسقط ، والتمسك بهذا الموقف يشبه المثل الفلسطيني الذي يقول " زي اللي راح ع الجامع والناس مرّوحَة "!
|