New Page 1
عذرا ياوطن / تغريد أحمد
04/09/2010 20:13:00
أن تكون فلسطينيا هو أن تكون للوطن الذي سكن فيك أن تكتب لتلك الأرض التي تشتاق لرؤيتك قريبا منها ، أن تكتب وتذبح بكلماتك كل من أراد ذبحها وما أكثرهم في هذا الزمن ؟؟!!
لم نعد نكترث بمدى مصداقية القول والفعل لأنه قد كثرت علينا الأقوال وقلّت الأفعال وأحيانا كثيرة انحرفت الأفعال لمسار لايحمل إلاّسما قاتلا وأمور لايحمد عقباها وتزول بزوال الحدث دون وعي وإداراك ...وتمر علينا مرور الكرام ...ولأن الخوض فيها يرهق بعضنا كما أرهق الأرض وسماءها التي عرفت الجفاء بعد جفاء قلوبنا وهوان أفعالنا ،،،،
تمر بنا أحداث مريرة وأصبح الفرح فينا مختلطا بين الثورة والبغض لشعب كتب عليه تذوق الألم بكل أطيافه !!فهل اللّوم هنا لقدرنا أم اللّوم على بعضنا البعض ؟؟؟
أخطاءنا جميعا تلونت بألواننا السياسية ولا أريد تحميل هذا وذاك بل الجميع مشترك وحتى نحن ،مواطن ومسؤول،فقد أصبحت سياسة فرق تسد نشوة الفلسطيني دون منازع !!..فقد فرقتنا الهموم والحروب بأنواعها بدل أن تجمعنا كي نلملم بعض ما بقي فينا وأصبح كرسي ملعون الذي لم يدم لأحد ولو دام لما وصل لهذا وذاك !! فالإحتلال قائم ولم ينته بعد وهذا ما علينا إدراكه جيدا وما يحدث لأهلنا في القدس و في باقي أرضنا من بيوت تهدم وعائلات تشرد وأرض تستقطع واغتيالات واعتقالات وحصار الخوف والأرض والبحر والجو يجعلنا ندرك أنه علينا أن ننهض من سباتنا الذي طال !!؟ قبل أن ننهض يوما فلا نجد شيئا نناضل من أجله حتى أنفسنا قد نجدها ملكا لسجن المأساة...
قوة الاحتلال لم تفرقنا بقدر ما كانت تجمعنا لأننا أصحاب حق دائما وأصحاب قضية عادلة أما اليوم وفي هذه الاوقات الحزينة فقد إحتل المحتل بعض العقول وأصبح الوطن شطر هنا وشطر هناك!! وإن كان اللّوم على أحد فلوم أنفسنا هو السائد الآن ولابد من الاعتراف بذلك ، في وقت مضى كان اللّوم على الجميع من عرب وعجم ولأننا اليوم لم نرى جيشا عربيا قادما كي نستقيم ونعلن ثورتنا من جديد ولم نعد نرى ذلك العلم الفلسطيني الواحد الملفوف بشرف الأرض والدم و لأن أعلامنا تعددت فتاهت خطانا وأصبح لكل منّا مأساة فردية!!!نسوّقها بحسب ما نطمح ونطمع !!! ولم يعد للمظلوم حق الدفاع لأنه وبصريح العبارة هو من رضي بالظلم واستهان بالحق والواجب ونال منه ذلك الجلاّد الأعمى....ليس إحباطا ولا اكتئابا ما نسطره هنا ولكن واجب التذكير بحالنا وما وصلنا إليه ...واقع مرير لابّد من استأصاله كي يسلم بقية الجسد الواحد فلا زال هناك أمل الشباب والصغير قبل الكبير الذي يجب أن ننظر إليه بعين أخرى عين ترسم أفقا عاليا ومستقبلا نحتمي فيه جميعنا من جراحنا و هشاشة زمننا، ففلسطين ليست حروف تكتب إنما هي أرض تتعطش للمطر فعملكم ووحدتكم وأخوتكم ودمكم الواحد بمثابة المطر الذي سيحيي فلسطين من جديد ....فلا تجعلوا أبناء شعبي يترحم على أيام المحتل ( وللأسف فقد سمعتها من كثيرين ) وحتى لا أرى شماتة العدو وكأنه المنتصر وقد أصبحنا كالفئران بيده يلوح بنا متى يشاء ........
تغريد أحمد
كاتبة فلسطينية
غزة- فلسطين
|