New Page 1
مابدنا وجعة راس ..../ تغريد أحمد
04/09/2010 20:24:00
عندما تطرق أبواب الخطر يعتريك الخوف على نفسك أحيانا وعلى أسرتك أحيانا أخرى وتبقى قيد سؤال هل سينجينا الله من خطر بات وشيكا يهدد مجتمعنا بأسره ...رسالتي اليوم عن حالات باتت ظاهرة للعيان لايمكن لأحد فينا التغاضي عنها بدون أن يسأل نفسه الى متى ؟؟؟نعم الى متى الهروب والسكوت هل نحن مخدّرون بطريقة ما ؟؟أم نحن مسؤولون أيضا عما يحدث ؟؟ فعذرا أيتها المرأة في غزة ان طرحت ما لاتحبيه ولكن هناك مايسرّك وهناك مايتعسنا جميعا !!!
المرأة معنا اليوم في حالتين و لست هنا لمقاضاة أحد لكني أحببت دائما إصرارها على الحياة برغم المعاناة والألم أتحدث اليكم اليوم عن امرأة تعطي صورة حقيقية لوفاء بات غريبا عن الديار..وصورة اخرى في حالة ترهق السامعين والقارئين...
يعتبر التسوق في أيامنا هذه ضروريا بحكم الاعياد أعادها الله علينا وعليكم بالخير أمرا ضروريا لمن لها أسرة وأطفال يحتاجون لأن يعيشوا أيام العيد وهم بأجمل حلّة.... عيناي لم تنصب على شيئ مميز الا على أمر واحد تلك النساء القادرات على أن يكن أصحاب محلات أو بائعات لمختلف البضائع لم أرى منهن من كرهت عملها بل العكس تماما ... أحببت أن أسأل بعضهن هل هي راغبة لهذا العمل عن طيب خاطر أم هي الحاجة ولأن قساوة الصيف وحرارته المرتفعة نغّصت عليهن حب هذا العمل لأن ساعات طوال يقضينها واقفات وخاصة خلال هذه الايام أيام العيد ، خطر لي أن أسأل بعضهن هل يمكنك الاستغناء عن هذا العمل قالت وهي امرأة متزوجة ولها 6 أطفال قالت إذن سنموت من الجوع فزوجي لايعمل وهو يعاني من ألام في عموده الفقري لذا لايمكنه الوقوف معي لساعات طويلة ..وأخرى تعيل أسرتها مع أمها فالأم أرملة وطاعنة في السن ... وهناك من لها زوج ولكنه كما يقول لها لايفهم في أمور البيع والشراء!!؟؟ نساء أخريات أرغمتهن الظروف على هذا العمل الشاق الذي يتحمل فيه البائع ذلك الزبون القادم ربما بحسن خلقه وربما العكس .. وهناك أخرى لفتت إنتباهي بقولها أعمل واقفة طوال اليوم على أن أمدّ يدي لهذا وذاك ...صورة جميله لوفاء يصعب دائما تواجده فهي ترضى لنفسها الشقاء على أن تتعس أسرتها وتبقى عاجزة ويبقى الفقر طارقا بابها ....لكن مالفت انتباهي في هذه الحالة الاخيرة (أعمل لكن لاأمد يدي لأحد ) فردها هذا وضح ظاهرة غريبة تتسع في كل أنحاء قطاع غزة هي ظاهرة التسول التي زادت في فترة الحصار أينما تذهب ترى رجلا أو امرأة مع طفل أو اثنين ينتظرون من يتصدق عليهم.... الغريب في الأمر أن الكثير منهم يمتلك صحة جيده وعندما تطرح على أحدهم العمل في مكان ما ،يقيهم هذا المظهر ويحميهم من تصرفات البعض الطائشة نراهم يمتنعون ويتحججون بحجج واهية لا صحة لها ..وكأنهم أرادوا وأحبوا مهنة التسول وأتقنوها فهي بالنسبة لهم الربح السريع ..لماذا وكيف يمكن الحد من هكذ1 تصرفات ؟؟؟ فالجواب دائما عند الكثيرين الله يفرجها ..
مظاهر سلبية كثيرة طالت الجميع ، إن وقفت على باب المحكمة ترى وتسمع ما لايمكن تصديقه حالات الطلاق التي ارتفعت الى نسبة كبيرة وبشهادة بعض القضاة والعاملين في المحاكم الشرعية ...حالات الاغتصاب التي ظهرت ويتم التغطية عليها لكي لايكشف المستور ؟؟حالات الانتحار ومحاولات الانتحار التي باتت تتفشى في غزة و لو وقفت عند أي مستشفى فستسمع قصصا وكأننا في عالم آخر أما عن تجار المخدرات فحدث ولا حرج كل فترة وأخرى نسمع عن مروجين جدد تم القاء القبض عليهم أما الحبوب المخدرة (الالترمال) التي تفشت بين شبابنا وأصبح الواحد منهم كأنه عجوز العصر وعجوز الحصار !! لست هنا لأبرئ أحد وأن هذا لم يكن في الماضي القريب لكنه زاد بازدياد سياسة القمع والخوف والفقر وسياسة الحصار التي أصبحت عذرا وسببا لمثل هكذا مظاهر أصبح قطاع غزة بؤرة من مظاهر لم نسمع عنها من قبل ...كل مهتم بنفسه لايعبئ بالاخر حتى الجمعيات والتنظيمات لها زبائنها وكأنها مؤسسة اقتصادية ربح وخسارة أما لفقير فله الله كما يقول .. فلو أردت أن تعرف الناس إذهب الى الاسواق أو المستشفيات أو إلى طوابير الجمعيات فسترى ما يسرك ومايغضبك وربما الكثير منا لايعنيه الامر ...وكما يقول البعض مابدنا وجعة راس ....
|