New Page 1
فرقة العاشقين تغني مع الرياح/ بكر ابو بكر
21/11/2010 10:38:00
لم يخطر ببال الشاعر الكبير أحمد دحبور أن يستحم الشخص في النهر مرتين! لأنه عندما كتب شهادته الحية عن تأسيس فرقة العاشقين عام 1977، ثم عن تألقها في ظل واقع ثوري يافع كان يستذكر تاريخ حياته هو والمؤسسين الأوائل الذين كانوا في ريعان الشباب، و لم يدرك (أو ربما تمنى) أن هناك شبابا سيهبون بعد 30 عاما من تأسيس الفرقة لحمل الأمانة في ظل تكسر الأغصان .
كانت شجرة منظمة التحرير الفلسطينية وافرة وظليلة فحملت على أغصانها ثمارا عديدة ، طرحتها في مواسم إلى أن جفت المنابع و منع الماء عن الشجرة فاصفرت الأوراق و منها ورقة العاشقين وذلك فترة الانشقاق عام 1983 حيث حوصرت الفرقة وضيّق عليها (بتهمة) الولاء للرئيس الراحل الخالد ياسر عرفات.
ورغم أن الفرقة عانت وقاومت الكثير في تلك الفترة وما بعدها إلا أنها اضطرت للتوقف لأكثر من 15 عاما و لتعود مرة أخرى ناهضة قوية في العام 2009 وكلمة السر كانت مثابرة وإرادة قوية من فريق عمل قادة الوجه الوطني مالك ملحم الفلسطيني المقيم في الإمارات، و مثابرة و إرادة قوية من كادر الفرقة المقيم في سوريا ، و بإرادة ومثابرة من فرقة أخرى حملت اسم العاشقين في لندن فيها البهاء و التجديد، وبإرادة ومثابرة من مجموعة من أعضاء القيادة الفلسطينية والكوادر.
ما بين مسرحية (المؤسسة الوطنية للجنون) للشاعر الكبير سميح القاسم والتي أخرجها في دمشق المخرج السوري الراحل فواز الساجر حيث كتب لها الشاعر احمد دحبور أغانيها و منها أغنية (اللوز الأخضر) إلى مسلسل (بأم عيني) ثم مسلسل (عز الدين القسام) للمخرج هيثم حقي الذين كتب لهما دحبور ولحن لهما الملحن حسين نازك الأغاني بصوت العاشقين كانت الولادة.
في مكتب الأستاذ عبد الله الحوراني (أبو منيف) رئيس دائرة الإعلام و الثقافة في (م.ت.ف) ظهرت فكرة (العاشقين) وكلف احمد دحبور بكتابة الأشعار وحسين نازك بالتلحين واحمد الجمل بالإدارة .
منذ العام 1977 حتى العام 1982 والفرقة تتقدم بسلاسة ارتبطت بعدد من كبار الفنانين أمثال قائد الفرقة الفني وصوتها الجبلي المعبر حسين منذر، ومحمد هباش الصوت الشاب الجريء آنذاك، ثم أسماء أخرى عددها الشاعر أحمد دحبور دون أن يقصد الانتقاص من غيرها ، منها أخوة محمد هباش العازفين المميزين خليل وخالد، وآمنة و فاطمة، والراقص التعبيري السوري ميزر مارديني، و بثينة منصور وأحمد الناجي و سها دغمان، والبقية من المبدعين الذين خلفوا سلسلة من الأشرطة بأغانيها ورقصاتها الخالدة أبرزها شريط القسام ، وشريط بأم عيني وشريط بيروت.
كان للملحن حسين نازك دورا متميزا في الألحان التي أعطت الفرقة شهرتها وبالتعاون مع زميله السابق في الجيش الأردني حيث تعلما الموسيقى و الألحان محمد سعد ذياب (أبوأيمن) الذي حمل عبء التلحين بعد خروج حسين نازك عام 1983 نتيجة ضغط المنشقين ومحاولاتهم شق الفرقة أو منعها من العمل ، ولعشر سنوات أخرى عمل أبو أيمن مع احمد دحبور والعديد من الكتاب والشعراء الكبار أي حتى العام 1993أمثال محمود درويش وتوفيق زياد وسميح القاسم وأبوالصادق وغيرهم.
في العام 2009 عقدت ورشة (الإعلام صناعة الحياة) بترتيب مجموعة (ريتش) الإعلامية التي يترأسها مالك ملحم التي طرحت فيها ضمن أفكار أخرى ضرورة بعث العاشقين، وكانت الشرارة التي أطلقت ضياء العاشقين ثانية عبر حفلاتها الحاشدة والجميلة في دولة الإمارات العربية المتحدة
وفي 6/5/2010 قبل حفلها الصاخب في فضاء (الأرينا) في جامعة عمان الأهلية تقرر تشكيل مجلس إدارة للفرقة الموحدة ومجلس أمناء ليتطاير صدى إعجاز الفرقة من عمان إلى كل مكان حتى حطت رحالها في فلسطين وحققت أمينة الشاعر احمد دحبور بان تعود ثانية بقوة ومضاء .
إن الاهتمام الشخصي للراحل الخالد ياسر عرفات ، و الاهتمام الشخصي للرئيس محمود عباس كان له الأثر الكبير في دعم شخصية الفرقة وسمعتها ومن ثم تكريس بعثها من رام الله باعتبارها فرقة قومية وطنية ذات توجه حضاري رحب وعروبي صميم تستلهم من التراث العربي والفلسطيني ومن الفكر النهضوي معالم صورتها وصورة القضية التي أطلقتها مع الرياح هديرا يصل لكافة إرجاء العالم .
لقد كان يوم 11/11/2010 يوما مميزا لفرقة العاشقين التي قدمت بعض أغانيها الثورية أمام الحشد الكبير بمناسبة تخليد ذكرى رحيل الرئيس القائد ياسر عرفات ، وألحقت ذلك بحفل مدوي في مساء ذات اليوم في قصر الثقافة برام الله ثم جولات و حفلات في المدن الأخرى .
إن الذكرى السادسة لاستشهاد الرئيس الخالد الرئيس ياسر عرفات تعد بحق بعثا جديدا متجددا للفرقة من مقرها الرئيس في فلسطين و اتجاها مدويا مع هدير الريح نحو العالمية .
وهبي هبي يا رياح
هبي يا رياح الهوج
ايماني بايدي سلاح
مهري غاضب مسروج
هبي هبي يا رياح
حني ع ديار حني
ويا بحر الهادي لا تهدي
حقك يا بحر تهوج
|