|
New Page 1
الفرق بين وائل غنيم وابو ماهر غنيم / عوني المشني
13/02/2011 10:01:00
خصّ القيادي الفتحاوي عوني المشني وكالة معا بهذه المقالة المميزة التي حملت عنوان " الزمن بين وائل غنيم وابو ماهر غنيم " :
بعد ان كان قد مضى على المؤتمر السادس سنة كاملة وفي جلسة بيني وبين الاخ ابو ماهر غنيم عضو اللجنة المركزية وامين سر حركة فتح سألت الاخ ابو ماهر : ما الذي تفعلونه في اللجنة المركزية ؟ لقد مضى عام كامل على انتخابكم ماذا انجزتم ؟ رد على الاخ ابو ماهر بروية وحكمة كبيرة : لا تستعجلو علينا ، لقد وحّدنا المفاهيم بين اعضاء المركزية وها نحن على مشارف التحرك ، "اننا نسخن لنبدأ "
بينما اجاب وائل غنيم احد اهم رموز ثورة التغيير في مصر عندما سؤل من مراسل صحفي عن الموقف من الثورة بعد خطاب الرئيس مبارك : لقد فتحنا صفحة لابداء الرأي على الفيس بووك وسوف نشكل موقف خلال ساعة من الزمن ، وفعلا بعد ساعة كان رأي ثورة الشباب قد تشكل .
تلك علامة فارقة ومؤشر ذو معنى عميق في تعامل كل مع الرجلين مع الزمن ، فالموقفين رغم بساطتهما يختصران وبشكل مكثف الزمن في عقل كل من الرجلين ، رجل يحتاج الى سنة حتى يهيئ الظرف ليبدأ العمل ورجل بعد خمس دقائق يكون قد وضع العمل على اسرع وسيلة اتصال ليشكل موقفا ورؤيا لقضية مصيرية من خلالها يتم رسم تاريخ المنطقة باسرها ، رجل احتاج الى سنة ونيف ليحقق في الانتخابات البلدية ولماذا خرج بضعة افراد عن موقف حركة فتح وشكلو او شاركوا في قوائم مناهضة للحركة ولم ينتهي التحقيق الى قرار حتى الان ورجل استطاع عبر حركة شبابية ان يسقط اعتى نظام قمعي في الوطن العربي ظل في الحكم ثلاثون عاما وفي ثمانية عشر يوما فقط .
نترك الرجلين في حالهما لننتقل لمفهوم الزمن وعلاقته بالانجاز ، واذا كان الانجاز يقاس بشئ فان كمية الانجاز وسرعة الانجاز وجودة الانجاز الابعاد الثلاث تلك مجتمعة تشكل وحدة القياس للانجاز ، فحتى او انجزنا عملا وبافضل جودة ولكن في ضعفي الوقت المطلوب لانجازه فان هذا يعني فشلا ، وان كانت الفيس بوك والتوييتر ادوات تقلص المسافات الزمنية فان الاهم هو العقلية التي تستوعب تلك المتغيرات وتوظفها في تحقيق الانجاز ، لان المتغيرات المادية على الارض تحتاج الى تغيير في منظومة التفكير لتواكبها وتسير معها والا فان التخلف الصفة التي يتصف بها من لا يطور منظومة تفكيره لتواكب المتغيرات على الارض .
ان وائل غنيم ليس حكاية فردية انما هو تعبير عن منظومة تفكير سادت واستطاعت ان تنجز موظفة كل الامكانيات برؤيا خلاقة فاعلة ومؤثرة ، وبنفس الوقت فان ابو ماهر غنيم هو منظومة تفكير كانت قادرة على الانجاز والتأثير في مرحلة تاريخية سابقة واستطاعت برؤيا خلاقة ان تضع شعبنا امام مسئولياته ولكن الان والان على وجه الدقة مطلوب ان تتطور تلك المنظومة لتصبح مواكبة للتطور الاداري والتقني وهنا ليس بالضرورة ان يكون التغيير في الاشخاص بل التغيير بنمطية التفكير وهذا هو الاساس ، لهذا لا غضاضة ان يعمل ابو ماهر غنيم بعقلية وائل غنيم وان كان الامر يحتاج الى قدرة عالية على التكيف . وعندما نقول وائل غنيم او ابو ماهر غنيم لا نعني الشخصين على وجه الحصر وانما نعني نهجين مختلفين كل له مواصفاته وابعاده .
فتح الان والان على وجه التحديد مدعوة لوقفة ، وقفة جادة ، وقفة مسئولة ، وقفة متأملة بعمق لتأخذ مسارها وتشكل ادوات عملها وتختط طريقها ، وحتى لا تتحول الى حزب وطني فان المطلوب تغيير بنيوي شامل وجذري يضع فتح على سكة العصر ، ولماذا لا نفعلها ؟ اجل اننا نستطيع ان نفعلها ولا ينقصنا شيئ ، لدينا الخبرة والارادة والطاقة والاستعدادية ، ولا ينقصنا شيئ سوى القرار القيادي ولا نتمنى ان نحتاج الى سنة من التسخين حتى نأخذه فالزمن بعقل وائل غنيم لا يحتمل السنة .
|
