هناك من يظن أن فلسطين هي الضفة الغربية وغزة، وأن شعب فلسطين محصور بهما. أرض فلسطين أوسع بكثير من ذلك، والشعب في الضفة الغربية وغزة يساوي حوالي ثلث الشعب الفلسطيني. أصحاب هذه الظنون يحاولون حصر القرار الفلسطيني بالضفة الغربية وغزة، وكأن باقي الشعب الفلسطيني لا دور له في صناعة القرار الفلسطيني، واتخاذ القرار.
الضفة الغربية وغزة تعيشان أوضاعا استثنائية تؤثر سلباً على عملية النهوض الفلسطيني، ويبقى لزاماً على باقي قطاعات الشعب أن تحمل الراية وتعيد للساحة الفلسطينية الحياة والروح الجهادية الحقّة نحو انتزاع الحقوق الوطنية. الشعب في الضفة الغربية وغزة ليس مستكينا ولا متخاذلا، وسيأتي اليوم الذي يعيد الشعب لنفسه عزته وكرامته، ويعود فيه إلى خندق المواجهة مع العدو الصهيوني. والمشكلة الأكبر تكمن الآن في الضفة الغربية التي تعترف سلطتها بإسرائيل، وتنسق أمنيا معها، ويقودها أناس صنع بعضهم الاحتلال وأمريكا.
إنها مسؤولية الشعب الفلسطيني في مخيمات التشريد أن يتحرك من أجل التأكيد على الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني. إنه من المنتظر أن يتطور حراك فلسطيني في المخيمات ضد هذا الوضع الفلسطيني المتردي، ومن أجل صياغة منظمة تحرير جديدة تمثل الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.
مطلوب من شعبنا في المخيمات أن يبدأ حركة نضالية واسعة من أجل صياغة ميثاق وطني جديد، ومن أجل إعادة تشكيل مجلس وطني فلسطيني لا يعترف بالعدو، ولا يتنازل عن حقوق الشعب.
من المتوقع أن تبدأ عمليات احتجاج في المخيمات، وأن تبدأ اجتماعات جماهيرية واسعة تطالب بإسقاط أوسلو، وتشكيل حالة فلسطينية جديدة.
هناك فصائل في المخيمات، لكن يبدو أن كل فصيل ارتضى لنفسه زاوية معينة لتكون موطن سيادته الخاصة، وأدار ظهره للقضية الفلسطينية. إنها مسؤولية الشعب في المخيمات أن ينهي حالة التشرذم الفصائلي هذه، وأن يصر على وحدة الشعب. أما الفصيل الذي يريد مواجهة إسرائيل فإنه يحرص على سرية سلاحه، ولا يستعمله لأغراض قبلية فصائلية ضيقة تضر ولا تنفع.
الأمة العربية تنهض، ونهوضها سيفرض نفسه على القضية الفلسطينية، فهل يبقى الشعب الفلسطيني في المؤخرة، أم ينهض ليكون في طليعة الثوار الرافضين للاستسلام والخنوع؟ نحن شعب أبي عظيم، لا نقبل الظلم والعار، والراية التي بأيدينا لا يمكن أن تسقط.