New Page 1
عن 'أرشيف عرفات' ..القائد والرمز والإنسان / حسن عصفور
24/04/2011 11:26:00
في لحظة زمنية مفاجئة عاد الزعيم الخالد وأب الوطنية الفلسطينية للجدل على صفحات الاعلام المكتوب والشبكة العنكبوتية ، بعد أن تسربت أخبار عن موافقة تونس الشقيقة ( بعد التغيير الثوري هناك) بتسليم 'الأرشيف الخاص' للزعيم أبو عمار للقيادة الفلسطينية ، وهوما سبق لقيادة بن علي رفضه لأسباب لم تعلن آنذاك فلسطينيا ،كي لا تحدث أزمة في حساب الفلسطيني ،والذي لا تنقصه مشاكل وقضايا مع كل ما حوله وداخله، سواء عربا أو يهود أو بني جلدته ..
ويبدو أن ذهاب بن علي، فتح الطريق لتسليم الحق لأصحابه ، فهو ملك أصيل للشعب الفلسطيني ،دون أدنى شك أو تشكيك ، ولا جهة لها الحق في مصادرته أو التحفظ عليه كون ذلك كان مساسا بالعلاقة الخاصة التي تربط الزعيم الخالد بشعبه وأمته ، وها هو ما تحقق أخيرا وقررت الشقيقة تونس أن تعيد الحق لأصحابه ،بكل حب وتقدير لها الشكر ،لحفاظها على أرشيف الزعيم وهو جزء من أرشيف الثورة والشعب ومسيرة حركة تحرر أعطت صورة كفاحية ألهبت حماس الشعوب بعد هزيمة كبيرة في العام 1967 واحتلال أرض فلسطين كاملا من البحر الى النهر ومن رأس الناقورة شمالا الى رفح جنوبا، الى جانب ارض عربية في الجولان ( لازال بعضها) ومصر سيناء تم تحريرها بعد حرب اكتوبر المجيدة واستكمل المتبقي خلال مفاوضات كمب ديفيد وتحررت سيناء في مثل هذه الايام ( 25 ابريل –نيسان) ، فكانت الثورة الفلسطينية بقيادة الزعيم الخالد ورمز شعب فلسطين بعد الهزيمة هي الرد الأمل والرجاء لشعوب أرادت النصر على المعتدي..
ولا يوجد أدنى نقاش أن ياسر عرفات هو الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي انخرط بشعبه وقضيته الى درجة استحالة فصل الخاص عن العام ، ما يعطي الانطباع أن كل ما به وله وعليه ملك صاف لشعبه ، وأرشيفه ليس استثناء من ذلك ،حيث توحد الزعيم والإنسان في شخصية رمزية اسطورية ، تقول ايهما ياسر عرفات وايهما أبو عمار .. بل ومن يتذكر أن له بنتا اسمها زهوة لم ترث منه سوى الإسم بلا قصر أو مال كما غيره من رؤوساء وحكام يكتنزون الذهب والفضة والمال الحرام باسمهم واولادهم وزوجاتهم .. فزهوة بنت الزعيم لا يتذكرها سوى من هم في دائرة رابطة الدم ، بأنها إبنة للزعيم .. هو ياسر عرفات لا سواه .. لا قبله ولا بعده أراد أن يكون تاريخا لشعب وقضية..
وعليه فالنقاش على أرشيفه ( الخاص- العام) له وعليه ، لكن البعض تجاوز بعض من مساحة الحرص الى الذهاب بزاوية غير مستحبة ،أ دت لأن يقوم البعض بفتح المسألة وكأن أرشيف الزعيم 'مباحا' الى درجة أن تفتح كل أبوابه وأوارقه تحت 'شعار' حق الشعب أن يعرف بعد مضي 30 عاما ، ولعل مثل هذه الأقوال بها جزء يسير من الحق ولكن غالبها لا يصيبه ، ليس لأن الأرشيف ليس ملكا للشعب ، ولكن أرشيف ياسر عرفات ،ليس ورقا وعبارات بل هو شيء مختلف لزعيم مختلف ولذا فالتعامل والتعاطي معه يجب أن ينطلق من مقام الزعيم أولا ، وهو ما يجب بحث مسألة الأرشيف بشكل لا يلحق اذى بالرمز وذكراه ، ودون تشكيك بمن سيكون وصيا عليه ..
ولكن ليس خطأ التفكير في الجهة الفلسطينية التي من حقها أن تشرف وتتصرف وتكون 'صاحبة الحق والقيم عليه' في ضوء خصوصية الوضع الحالي الفلسطيني خاصة بعد أن إنتهكت اسرائيل الضفة الغربية ، ويمكنها ذلك وقتما تشاء ،كما أن حركة حماس لم تراع حرمة بيت الزعيم ولا مكتبه ولا صوره التي داسها بعضا من قوم اصيبوا بجهالة عندما داسوا بأحذيتهم صور الزعيم .. صورة لا يجب أن تمسحها سنوات ولكن يجب حساب من قام بها ووضعهم في مصحة تربية وطنية .. أحداث ليست هامشية ولا صغيرة كي يتم تناسيها .. وهو ما يفتح الباب لأن يكون الأرشيف مؤقتا تحت'وصاية' مؤسسة الشهيد ياسر عرفات ، وهي من يتصرف به وفقا لما يقرره مجلس أمناء المؤسسة ،بداية من مكان التواجد الارشيفي اخذة بالاعتبار ما يقال عن 'أمن الوطن' الفلسطيني في ظل الاحتلال وحماس، ,ايضا كيفية التعامل مع الوثائق كملك للشعب ولكن أيضا كخصوصية لزعيم كان شاغل الأرض بطولها وما له من أسرار قد لا تكون حقا للتعميم .. 'أرشيف الزعيم هو أرشيف الشعب والثورة ' لكنه أرشيف رمز بنوعية فريدة .. تلك ما يجب احترامها قبل الحديث عن فتح بطن الارشيف كيفما كان وبأي طريقة تحت عنوان المكاشفة .. فعرفات أكثر سموا .. ولتكن 'مؤسسة عرفات صاحبة الولاية' الى حين ..
ملاحظة: فرنسا ترى كثيرا في 'خطة سلام فياض لبناء الدولة' وهي أحد أسباب موقفها التفاعلي الجديد .. يمكن اعادة تقييم الخطة وطنيا ، وليت المنظمة تقرها رسميا كبرنامج 'الدولة القادمة'..
تنويه خاص: اعتقد أن ذكاء الصديق منيب المصري وتواضعه وتعففه المناصبي سيكون هو بوابة رفض منصب زج به في مجلس الشباب .. ابو ربيح أعلى قامة ..فمن تسامى على منصب رئيس وزراء في عهد الزعيم الخالد سيتسامى عن ما دونه.
|