|
New Page 1
حكومة تافهة/ حافظ البرغوثي
26/05/2011 12:33:00
واعلن عزام الاحمد ان الحكومة الانتقالية ستضم كفاءات مهنية ولها سمعة طيبة وبعيدة عن شبهة الانتماء الفصائلي.
هكذا اوردت وسائل الاعلام تصريحات الأخ الاحمد حول التشكيل الحكومي التكنوقراطي المستقل. ولا اعلم لماذا تم قرن السمعة الطيبة بالابتعاد عن شبهة الانتماء الفصائلي، وكأن الانتماء الفصائلي بات تهمة وربما خان التعبير قائله.
حتى الآن ما زال الشارع الفلسطيني ومواقع الانترنت تمضغ اسماء المبشرين بالوزارة واسماء المبشرين برئاستها.. حتى ان جريدة حماس «الرسالة» نشرت قائمة وزارية لحركة فتح تخلو من اي وزير من غزة، وكأن فتح لا علاقة لها بغزة وخيل الينا حسب المواصفات الدارجة ان المبشرين بالوزارة من جنس بشري نادر فهم طاهرون اتقياء انقياء لطفاء لديهم حسن سلوك خال من الانتماء ولم يدخلوا اي معمعان ولم يشاركوا في اي نضال ولم يتعرضوا للاعتقال ولم يعارضوا الاحتلال وهادنوا كل الانظمة واهتموا بأمورهم الشخصية وتعليم الاولاد فن الابتعاد عن الانغماس في الانشطة الوطنية والفصائلية وركزوا انشطتهم على بناء مستقبلهم الخاص وفتح مشاريع ومنظمات غير حكومية تدر المال لأم العيال. وهكذا انتشرت حمى حكومة المستقلين أو حكومة المستقتلين على الوزارة وصار أغلبنا مستقلين وتبرأ الكثيرون من كل الفصائل وشبهة الانتماء اليها.
وقد سمعت أحد المستوزرين يحلف اغلظ الايمان بأنه مستقل ولم ينحرف طوال حياته الى اي نشاط فصائلي ولم يكن من انصار اي فصيل قصير او طويل او حليق او ملتح وأنه نأى بنفسه طول عمره عن اي نشاط سياسي او نضالي وكان يكره التظاهرات ويتجنبها بل ركز على الطبخ والنفخ وجمع المال.. ولذلك فانه يحظى بمواصفات الوزير المستقل المطلوب بمعنى آخر أن الوزير المستقل يجب ان يكون تافها وإمعة وانعزاليا وانانيا وعبثيا.. وستكون الحكومة وفقاً لذلك حكومة عدمية تافهة بلا لون وبلا طعم ولها رائحة، كما يقال.
والشغل الشاغل الآخر للرأي العام لا ينصب على شكل الوزارة ومكوناتها وعناصرها وان كانت قادرة على مواجهة التحديات بل على ما اذا كانت قادرة على صرف الرواتب فقط وبالتالي لا اهمية للحقائب الاخرى وعليه اقترح نزولاً عند رغبة الرأي العام تشكيلا حكوميا جديدا في مسمى الحقائب الوزارية بحيث تنصب كلها على المال فقط.. كوزير للمالية لشؤون صرف الرواتب ووزير للمالية لشؤون تدبير المساعدات ووزير للمالية لشؤون اعادة توظيف موظفي حماس ووزير للمالية لشؤون تفريغات 2005 ووزير مالية لشؤون تفريغات حماس عام 2007 من الطخيخة على السيقان ووزير للمالية لشؤون المقاولين ووزير للمالية لشؤون تعويض اصحاب الانفاق وزير للمالية لشؤون تعيينات ما بعد عشر سنوات ووزير مالية لشؤون الافلاس ووزير مالية لقطع الرواتب ووزير مالية لشؤون الزيت والزعتر. فلا ضرورة للوزارات الاخرى وتتبقى هناك وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية التي يجب ان يكون وزيرها مستقلا محايدا ليس متدينا وليس علمانيا بل بوهيمي أو بهيمي أو مهيبي، واقترح تغيير اسمها الى وزارة الاوقاف والشؤون الوثنية. ولهذا فان الحكومة المقبلة وفقا للمواصفات المذكورة ستكون تافهة تضم تافهين وتمارس انشطة أتفه وهذه يمكن تشكيلها خلال ساعة من اي سوق او على قارعة الطريق وفي مقهى الحسبة.
* يقول الشاعر الهندي طاغور «ان المعلوم في هذا الكون يلعب مع المجهول لعبة التخفي». ويقول الشاعر ابو العلاء المعري الذي اجتاح الشبيحة مدينته معرة النعمان:
الأمر أيسر مما انت مضمره
فاطرح أذاك ويسر كل ما صعبا
لن تستقيم امور الناس في عصر
ولا استقامت، فذا امنا وذا رعبا
|
