New Page 1
حسن وأحلام في ضيافة السجون/ غسان مصطفى الشامي
28/05/2011 14:14:00
كم هي أليمة تلك الحياة في السجون وسراديب الاعتقال أليمة.. وكم هي لحظات الشوق والأمل تشتد صعوبة على المرء عندما يتذكر الحياة الهانئة وذكريات الطفولة والصبا.. وكم يضيق المرء ذرعا حينما تشتد المحنة على نفسه بين جدران السجون وفي أقبية التعذيب .. يتعذب القلب الجريح أسى وحزنا على أسرنا داخل السجون .. أسرنا الأبطال رموز عزتنا وكرامتنا .. جنرالات الصبر والتحدي .. وهم يجابهون السجن وسطوة السجان بأسمى معاني الصمود والكرامة وآيات الكبرياء والعزة ولسان حالهم يقول يا ظلام السجن خيّم إننا نهوى الظلاما ليس بعد السجن إلا فجرُ مجدٍ يتسامى .. هم من كتبوا التاريخ الثوري للسجون وهم من جعلوها منارات راقية لتعليم فنون الصبر و أساليب الصمود والانتصار.. هم مشاعل النور والأمل لكافة أحرار العالم وثوراه .. هم الشموع لهذه الأمة وأعمدتها الوضاءة ...
الحياة في السجون الصهيونية هي حياة التحدي والصمود هي حياة العطاء والعمل من اجل فلسطين الأرض والإنسان والهوية .. هي حياة امتزجت فيها أساطير البطولة والكبرياء والإقدام .. تحية لكم أيها الرجال في زمن عز في الرجال .
تحية لكم أيها الأسرى الأبطال وانتم تتحدون جبروت الظلم وقهر السجان وانتم تقدمون أرواحكم وحريتكم رخيصة من اجل تحرير الأوطان من الطغيان .. وانتم تضربون أروع الأمثلة في الانتصار والصمود في وجه السجان ..
لا يملك قلمي في هذه السطور القليلة التعبير عن صمودكم وبطولاتكم أيها الرجال .. أيها الأسود القابضين على الجمر في زمن المحن .. يا من سطرتم الأمجاد وصنعتم الهيبة للتاريخ وكتبتم أجمل أنشودة للنصر والتحرير .. يا من أقمتم لنا البنيان الشامخة وصنعتم لنا الجسور العتيدة ..
نحن أمام جنرالات الصبر والتحدي الذين أمضوا في ضيافة السجون عشرات السنين وعزيمتهم لن تلين ويعيشون صبرا كبير حتى النصر والتحرير .
فقد بعث إلينا مؤخرا الأسير البطل حسن سلامة عدد من الرسائل من داخل زنازين عزل سجن (أيلون) فهو يعيش في زنزانة تفتقد لأدنى مقومات الحياة الإنسانية الكريمة فلا تكاد تدخلها الشمس ولا الهواء وهي مشبعة بالرطوبة، وتنتشر فيها الحشرات ومساحتها ضيقة جدا ولا يسمح له بالخروج إلى ساحة الفورة سوى ساعة واحدة في اليوم يكون فيها مقيد اليدين والقدمين ، إضافة إلى ما يتعرض له من استفزازات ومعاملة قاسية ومهينة على يد السجانين وحرمانه من مشاهدة وسائل الإعلام..
رغم ما يعانيه أسيرنا المقدام حسن سلامة إلا انك تشعر من خلال سطور وكلمات رسائله اننا أمام رجال صنعوا التاريخ وأمام عزائم لا تلين ولا تخور أمام ظلمات السجون ولحظات العذاب .. فهو كالطائر يحلق في سماء الحرية وكالنجم اللامع والبدر الساطع .. هي الحياة بالنسبة له لحظة تحدي وكبرياء في وجه السجن والسجان ..
يصف الأسير البطل سلام محاولات الصهيانة عزل الأسير عن الوجود وعن الحياة ومسح الذاكرة لديه وجعله يحيا في عالم آخر .. إلا أن محاولاتهم تبوء بالفشل أمام عزيمة الرجال فهو يقول :" هم يريدون عزل ذاكرتي, إخراجي من عالم البشر ووضعي في عالم الأموات لكي بعد سنوات طوال يصلون بأحدنا إلى ذاكرة جديدة ليس لها علاقة بالبشر".
حسن سلامة... تحية لك أيها القائد فأنت حاضر في القلب دوما وأنت الحارس لثغور الوطن ، ويكفيك فخراً لعقلك المتوهج الذي أبدع في مجموعة كبيرة من عمليات الثأر والانتقام من العدو الصهيوني نحن كلنا مدينون بالشكر والعرفان لك ولكافة الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال .. أما الأسيرة أحلام التميمي من سجن هشارون الصهيوني فبعثت هي الأخرى بعدد من الرسائل من داخل أسوار السجون وصفت فيها الحياة الأليمة التي يعيشها الأسرى والتحدي الأسطوري لظلمة السجن وسطوة السجان ..
وهنا نقول لهم يا أحرار .. لن يطول غيابكم وسترون الشمس قريبا .. فرجال المقاومة والمرابطين على ثغور فلسطين يعملون ليل نهار من اجل الإفراج عنكم وتحريركم من قبضة السجان ..
إلى الملتقى ،،
غسان مصطفى الشامي
ghasanp@hotmail.com
|