New Page 1
لهذه الأسباب كانت "القدس" جريدتي!!/ أ.عدنان السمان
03/07/2011 17:53:00
لأنها الماضي الذي كان وما هان، ولن يهون.. ولأنها الشباب والهضاب والحِراب مذ كانت في ذلك العام الحادي والخمسين، ليكون "الجهاد" أول صحيفة تصدر على أرض هذا الجزء من الوطن في أعقاب النكبة الكبرى التي أصابتنا في عام النكبة ذاك.. ولأنها تحمل اسم هذه الحبيبة التي ما انحنت يومًا إلا لله.. ولأننا كبرنا معها وبها، وكَبُرَتْ معنا وبنا على إيقاع يوسف النجار وعزف أبي شلباية المنفرد.. ولأننا سمعنا ما لا يسرُّ من نقدٍ جارح واتهام صريح، ونحن في مرحلة التأسيس الثانية، والوطن العربي كله يلعق جراحه في أعقاب النكبة المزلزلة الثانية.. ولأن من وجّهوا سهام النقد والتجريح والاتهام تلك هم من فرضوا أنفسهم عليها لاحقًا، وهم من حاولوا ويحاولون شراءها، والتحكم بخط سيرها، وإلحاقها بمشاريعهم واستثماراتهم الكثيرة خارج الوطن وداخله أيضًا.. ولأن كل هؤلاء وأولاء وأولئك لم يكتفوا بذلك كله، بل لقد اتخذوه مرتكزًا ونقطة انطلاق للممارسة الحساب والعقاب والثواب، وتطبيق سياسة المغانم والمغارم، وسياسة الإحلال والإقصاء، وسياسة من لم يكن معي فهو ضدي، وسياسة كم الأفواه، وفرض سياسة الأمر الواقع الجديد، وسياسة التفرُّد بالقرار، والانفراد بتقرير مصائر البلاد والعباد، والتحكم بأقدارهم وأرزاقهم وأعناقهم ومقدّراتهم.. ولأن هذا كله وكثيرًا غيره مما قد يقال، وقد لا يقال أمر مخالف للقانون، مخالف لطبائع الأشياء، مخالف لثقافة هذه الديار، مجافٍ للحقيقة، ينطوي على قدر هائل من الظلم والإجحاف والعدوان على كثير من الناس.. ولأن الوطن لكل أبنائه، ولأن الشعب هو صاحب القرار، ولأن كل ثوابت هذا الشعب خطوط حمراء ينبغي أن يقف عندها كافة من أوهَموا أنفسهم أنهم فوق القانون، وأنهم غير ملزمين بالوقوف عند الإشارات الضوئية أيضًا.. لكل هذه الأسباب التي ذُكرت، ولكل تلك الأسباب التي لم تُذكَر فإن كل محاولاتهم مرفوضة، وإن كل أوهامهم ما ظهر منها وما بطن، وإن كل أطماعهم ما أعلن منها وما استَتر مرفوضة، ولو جنَّدوا لفرضها كل أساليب الإغراء، وكل وسائل الترغيب، وكل وسائل الترهيب!!
يا كل أحباب هذه الأرض العربية الحرة في فلسطين، ويا كل المتفائلين بمستقبل هذا الشعب، وبقدرة هذه الأمة على تقرير مصيرها، وإقامة مشروعها العربي، والخلاص من براثن الغرب بشقيه، والتصدي لكل الغزاة الطامعين بنا المجترئين علينا.. يا كل الأحبة في القدس، وفي كل فلسطين لم يعد أمامي الآن إلا أن أنهي هذه الزفرة الغاضبة المحتجة على ما اتخذه نفزٌ (ليس عندي ما أصفهم به) من إجراءات بحق الفكر السياسي الحر وبحقي، وليس عندي ما أقوله سوى أنه لهذه الأسباب كانت "القدس" جريدتي منذ البداية، وستظل جريدتي حتى النهاية، ولو كره الكارهون!!
أ.عدنان السمان
29\6\2011
|