|
New Page 1
تعبئة المستوطنين لمهاجمة الفلسطينيين / آمال أبو خديجة
20/09/2011 21:39:00
تحاط جميع المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية وما يوصل لها من طرق بثكنات المستوطنين الذين أصبحوا يملكون القوة على المهاجمة والعدوان دون خوف ولا تردد بعد أن كانوا طوال سنوات الانتفاضة الأولى يرتجفون عند المرور من جانب منطقة عربية ، فمن الذي أمدهم بتلك القوة وهذا العدوان دون أن يفروا مرتعدين خائفين عندما يشاهدوا فتىً فلسطينياً يهرول نحوهم بحجارته، ومن الذي أشعرهم بهذا الأمن والسلام الذي بات يحرم به المواطن الفلسطيني سواء عند تنقلاته على الطرقات، أو وهو يأوي في بيته وأرضه .
ومنذ أن أعلن الجانب الفلسطيني نيته الأخيرة للتوجه للأمم المتحدة، ومع تقارب الساعات التي تعلن فيها الأمم المتحدة إعلان الدولة الفلسطينية أم رفضها، زادت وحشية وعدوان المستوطنين على الفلسطينيين بكافة الأشكال والألوان، حيث بات هؤلاء القطعان يملكون شجاعة لاقتحام المدن والقرى، ليحرقوا المساجد ويرهبوا المواطنين ويعيثوا الفساد فيها، أو الوقوف على الطرقات لإلقاء الحجارة أو إطلاق الرصاص على رؤوس الفلسطينيين، و تم الإعداد لخطط مرسومة ومدربة في كيفية المواجهة مع الفلسطينيين في حالة خروجهم لحدود المستوطنات، والتخطيط لنقلها إلى داخل المدن والقرى الفلسطينية بعيدا عن حدود تواجدهم .
في مقابل الجانب الفلسطيني يتهيأ البعض لذلك الإعلان بالاحتفال والابتهاج ورفع الأعلام والمسيرات الجماهيرية والسلمية داخل المدن والقرى، مع عدم الذكر لوجود تعبئة شعبية ومخطط لمقاومة اعتداءات المستوطنين، وعدم الأخذ الحيطة الكافية لما يمكن أن يقع من عدوان شديد من قبل الصهاينة على الوجود الفلسطيني، فهل ستبقى المقاومة والرد بالمسيرات السلمية وإلقاء الحجارة مقابل إطلاق رصاص وتدمير البنيان، وهل ستتحول في لحظة ما تلك المقاومة للرد بالمثل بإطلاق الرصاص على المستوطنين ، وهل سيبقى الفلسطينيين داخل بيوتهم يراقبون محطات الأخبار حول ما يدور حولهم فيدخل المستوطن لعكر دارهم وهم في غفلتهم، وهل سيركن الفلسطيني لراحته وشؤون حياته لا دخل له بالسياسة التي مل منها فلا يخرج لمسيرات ولا احتجاجات ويدع الأمور تسير كما تشاء، وهل يدفع الإحباط واليأس من تحقق ما كان يتأمل بالكثير للجمود وعدم التفاعل مع أي حدث أو الإحساس بالخوف والرعب من مهاجمة المستوطنين وعدوانهم، أحداث كثيرة متوقعة أن تحدث في حالة مهاجمة المستوطنين للفلسطينيين في مدنهم وقراهم ومن الممكن أن يفقد السيطرة على تلك المعركة لصالح الصهاينة المدعومين بجيوشهم وأسلحتهم .
على الفلسطيني أن لا يترك للخوف ولا للإحباط ولا للتهديد الخارجي والصهيوني مجالا في أن لا يفكر بحقه بالوجود على أرضه المغتصبة من هؤلاء الصهاينة، يجب أن يعمل الفلسطيني على أن يظهر للعالم حثالة ذلك المحتل وأفعاله العدوانية التي يمارسها منذ سنوات طويلة دون رقابة ولا محاسبة دولية، يجب على الفلسطيني أن لا يتردد في المواجهة والخروج لمقاومة ذلك المحتل ويحمل ما يقدر ليطلقه على صدر ذلك المستوطن الغاصب لحقوقه .
مهما كانت نتائج التصويت والتي لا يؤمل كثيرا أنها ستأتي بما هو لصالح الشعب الفلسطيني، أو أنها ستنهي معاناته وتولد له وطننا هو أصلاً موجود في ذاكرة التاريخ الطويلة، فمن الأفضل للأمم المتحدة وحليفاتها أن يقدموا للشعب الفلسطيني الخلاص النهائي للاحتلال، وإلغاء دولته المزعومة وطرده عن أرض فلسطين واسترداد الحقوق الحقيقية المشروعة للشعب الفلسطيني، فهو المتسبب من وراء وجوده منذ وعد بريطانيا المشئوم للصهاينة بإقامة وطن يهودي على أرض فلسطين .
|
