New Page 1
اغتيال المبحوح / عكيفا إلدار
22/02/2010 13:41:00
اغتيال المبحوح يسقط حجة إسرائيل في إبعاد الأسرى المحررين
في التعليق على اغتيال المبحوح، تطرق المحلل والكاتب، عكيفا إلدار، في "هآرتس" إلى أبعاد الاغتيال، وقال إن العملية جاءت لتثبت عدم جدوى الجدل الذي تثيره إسرائيل، حول إصرارها على إبعاد عدد من الأسرى الفلسطينيين، في إطار صفقة شاليط. وقال:
"لو قيض لمحمود المبحوح أن يكون خلف القضبان في إسرائيل، بدل أن يتحول إلى نجم بأثر رجعي في الإعلام الدولي، كان سيجد اسمه في قائمة من تطالب حركة حماس بالإفراج عنهم في صفقة شاليط. وقد يكون أسمه حينها بين قائمة أسماء الذين تصر إسرائيل على إبعادهم خارج الأراضي الفلسطينية. وهذا الفهم، يصاحبه موقف أمريكي يعارض الصفقة، لأنها قد تؤدي إلى ارتفاع شعبية حماس، وتشير بوضوح إلى عجز السلطة الفلسطينية، إنما هو فهم قصير النظر لدى الطرفين: القدس وواشنطن. فقد كشفت قضية المبحوح عدم دقة الادعاء بأن إسرائيل تشعر بأمن زائد، فيما لو تم إبعاد الإرهابيين الأسوأ من بين الأسرى إلى دمشق."
"إن الجهد الذي تم بذله لتصفية المبحوح، والمخاطر الأمنية المحسوبة، التي تم اتخاذها من قبل الجهة التي نفذت الاغتيال، تثبت أن المبحوح احتل مكانة مرموقة في عالم الإرهاب. ويشير ذلك إلى أن الإبعاد قابل لأن يتحول إلى دفيئة، ينمو فيها أشد الإرهابيين قسوة من بين الذين يتم إبعادهم. كان لا بد لرئيس الوزراء نتنياهو عندما أعطى عام 1997 أوامره بتصفية خالد مشعل، أن يعي الآن أن من الأفضل أن تبقي إسرائيل على الأسرى الخطرين في السجون الإسرائيلية، وقريبين منها، حتى تسهل مراقبة تحركاتهم. وفيما لو قرر شقيق المبحوح، بعد الخروج من السجن، العودة إلى نشاطاته الشيطانية، لن يتم استدعاء سفيرا إسرائيليا واحدا لتقديم إيضاحات غداة تنفيذ التصفية. لذلك فإن التفسير الوحيد لإصرار إسرائيل على تقوية شوكة خالد مشعل، من خلال رفده بالمزيد من الإرهابيين المبعدين الذين يشعرون بعطش بارز للثأر، هو أن رئيس الوزراء لا يريد أن يدفع المبلغ كاملا لصفقة شاليط."
"لقد ادعى نتنياهو أنه يؤيد حل الدولتين. لكنه سرعان ما طرح شروطا من المستحيل القبول بها، مثل مطلبه بأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل دولة يهودية، وإعلانه بأن القدس الشرقية، وكتلة أريئيل الاستيطانية، وغور الأردن، سيتم ضمها إلى إسرائيل. وبعد أن يكون نتنياهو قد استمع إلى ما طرحه إيهود باراك على ياسر عرفات، واطلع على الخريطة التي طرحها سلفه إيهود أولمرت على الرئيس عباس، من الصعب التصديق بأن رئيس الوزراء يعتقد أن بإمكانه العثور على شريك فلسطيني يقبل بما يجول في خاطره."
وختم إلدار مقالته بالقول: "إن اغتيال الإرهابيين المبعدين لن يهزم حماس، وعرقلة تبادل الأسرى لن يترك أثرا بعيد المدى على ميزان القوى في الأراضي الفلسطينية. إن الطريقة المثلى للرد على حماس، تكمن في خلق بديل سياسي حقيقي لطريقها الإرهابي المتشدد. وفي غياب مثل هذا البديل، فإن العمليات المستوحاة من أفلام جيمس بوند، التي تنسبها وسائل الإعلام العالمية إلى إسرائيل، سيرسم صورة هذا البلد كمأوى للرعاع، ويحيد الانتباه عن شبح التمييز العنصري الذي يترصد بالباب."
|