New Page 1
عار إسرائيل/ دافيد غروسمان
06/06/2010 11:16:00
لا أعذار يمكنها أن تبرر جريمة ما حدث لسفينة (فلوتيلا)، فإسرائيل لا ترسل جنودها لقتل المدنيين بدم بارد، وهذا آخر ما كنا نتوقعه!
إن مجموعة من المنظمات التركية المتعصبة دينيا، والتي تبدي عداء لإسرائيل ، وعدد من أنصار السلام ، قد خططوا للإيقاع بإسرائيل في الفخ ، فهم كانوا يتوقعون أن إسرائيل ستتصرف كدُمية !
كيف يمكن تفسير فعل دولة مذعورة تتصرف كما تصرفت إسرائيل مبررة فعلتها بمجموعة من الأعذار الأمنية لتقوم باقتحام السفينة وقتل وجرح المدنيين، كما لو أنها عصابة قراصنة؟
وحدث ذلك خارج مياهها الإقليمية، وهذا لا يمكن تبريره بناء على الدوافع والأهداف لبعض المسافرين على متن السفينة، ونواياهم في تحطيم إسرائيل، وهذه النوايا لا يمكن أن يكون ثمنها عقوبة الموت!
ما حدث بالأمس هو استمرار لحالة العار التي سببها حصارُ غزة من أجل إطلاق سراح جندي واحد، قد يكون غاليا، غير أن الإضرار بمليون ونصف المليون من سكان غزة الأبرياء، يعد سياسة خرقاء!.
إن كل الكوارث، ومن ضمنها كارثة يوم أمس هي استمرار لحالة الفساد الكبيرة التي تجتاح إسرائيل، فالنظام السياسي المريض المصاب بالعجز والعطب خلال السنوات الماضية، قد أثبت بأنه نظام جامد وخاسر، قد فقد ما كان يتميز في الماضي من حيوية وإبداع !
لقد أثبت حصار غزة فشلا ذريعا منذ أربع سنوات ، فهو ليس فعلا لا أخلاقيا فقط، ولكنه أيضا غير عملي، يفسد الأخلاق ويضر بالمصالح الحيوية الإسرائيلية.
إن جرائم قادة حماس ومنعهم الصليب الأحمر من زيارة غلعاد شاليت، وإطلاق آلاف الصواريخ على القرى والمدن الإسرائيلية، لا يمكن علاجه في دولة سليمة قوية بحصار مليون ونصف مليون في غزة!
إن ما حدث بالأمس يدعو لإعادة تقييم نتائج الحصار المفروض على غزة، بما يشمل تحرير المحاصرين، وتطهير إسرائيل من وصمة عار الحصار!
ومن خلال تجاربنا فإننا تعلمنا بأن ما يحدث في حالة الحصار هو عكس المطلوب، فدائرة الانتقام والكراهية، بدأت جولة جديدة، لا يمكن قبول آثارها السلبية المستقبلية.
إن العملية الخرقاء أظهرت مدى انحراف إسرائيل وتهورها ، وهذا ليس من قبيل المبالغة ، فكل فرد فينا يشعر بذلك!
وسيظهر كثيرون ممن سيبررون ما حدث ، ويسوغونه، غير أن عارنا لن يمحى !
موقع أريج الثقافات
www.areeejel-thakafat.com
|