New Page 1
حكومة أبو مازن- فياض أكثر ذكاء.. وخطورة على إسرائيل من سلطة ياسر عرفات/غي بخور
15/03/2011 09:10:00
يوجد بيننا سذج، ينفعلون لأن سلام فياض وأبو مازن شجبا، أول من أمس، المذبحة في إيتمار، ولكن حان الوقت لنفهم ان السلطة الفلسطينية الحالية تلعب ضد إسرائيل لعبة أكثر ذكاءً وخطورة من سلطة ياسر عرفات.
لعب عرفات لعبة مزدوجة، مسيرة سياسية مع إسرائيل و"إرهاب" ضدها على حد سواء، في الوقت ذاته. إلا أن أبو مازن وفياض فهما بأن "الإرهاب" ضد إسرائيل بالذات يعززها، من الداخل ومن الخارج، ولهذا فقد انتقلا إلى لعبة أكثر تطورا: مسيرة سياسية ونزع شرعية عن إسرائيل على حد سواء.
هذه هي سلطة أبو مازن التي تدير الحملة ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، في المؤسسات الدولية، وفي الرأي العام، وتريد في أيلول القادم أن تفرض على إسرائيل دولة فلسطينية. هذه هي سلطة أبو مازن التي تجتهد لإحراجنا في كل فرصة عامة ودولية، والعمل ضد مجرد وجودنا.
نزع الشرعية هذه أكثر خطوة من إرهاب "حماس" حيث إنه على نحو مفعم بالمفارقة من الأفضل لإسرائيل حكم "حماس" في "يهودا" و"السامرة" حين يكون من الواضح لكل العالم من هم الأخيار ومن هم الأشرار في هذه القصة، من اللعبة المزدوجة لأبو مازن.
حان الوقت لأن تنتهي هذه اللعبة. من يدير مفاوضات سلام لا يمكنه أن يعمل في الوقت ذاته ضد حق وجود الطرف الآخر. ليس فقط عدم الاعتراف به بل وضعضعة الارض تحت أقدامه، إحراجه وإهانته في كل فرصة.
من يبقي اليوم السلطة على قيد الحياة هي إسرائيل. لولا تواجد الجيش الإسرائيلي في الضفة، لولا الاعتقالات الليلية للمطلوبين، ليلة إثر ليلة، لما كانت هذه السلطة قائمة. كانت "حماس" ستسقطها وتصفيها في غضون بضعة أيام، مثلما فعلت في قطاع غزة، العام 2007. من الطابق الخامس ألقى نشطاء "حماس" "إخوانهم" من رجال "فتح" نحو حتفهم. كم غريبا أنه لم تتشكل أية لجنة تحقيق دولية بعد هذه المذبحة، مثلما أيضا لن تتشكل بعد المذبحة التي تنفذها السلطات ضد أبناء شعبها في ليبيا، في مصر، في البحرين، في اليمن وكل مكان في الشرق الأوسط العربي.
محظور على إسرائيل أن توافق على اللعبة المزدوجة للسلطة الفلسطينية، على حسابها، عندما تعيل هي أيضا السلطة وتبقيها على قيد الحياة، بل وتحظى بالاحتقار والنشاط المضاد. كما لا ينبغي الانتظار حتى أيلول، حتى الخطوات الدولية التي ستقوم بها السلطة ضد إسرائيل. حان الوقت لممارسة ضغط مضاد.
منذ الآن ينبغي الإيضاح لأبو مازن أنه إذا ما استمرت لعبة نزع الشرعية هذه، فان إسرائيل ستغير الواقع: ستنسحب تماما من المناطق الفلسطينية المأهولة في "يهودا" و"السامرة" وتقرر خطاً جديدا في "المناطق" حتى بثمن نقل مستوطنات منعزلة. سيرحب العالم بهذه الخطوة، ولكن بذلك تترك إسرائيل أبو مازن ورفاقه تحت رحمة "حماس"، وهي لن تتعامل معهم برقة كما درجت إسرائيل.
هذا لا ينبغي أن يكون مجرد تهديد. على الحكومة أن تستعد لتنفيذ هذه الخطوة، وبذلك تنهي وجود السلطة الفلسطينية. أما "حماس" فستقوم هي بالعمل مثلما عرفت كيف تعمل ذلك في غزة.
على هذا التحذير أن يصل إلى أبو مازن وسلام فياض منذ الآن. إذا واصلا إحراج إسرائيل والولايات المتحدة، والمطالبة في الأمم المتحدة بدولة من طرف واحد، فسيكون لهذا ثمن وجودي من ناحيتهما. وحتى بيان شجب للمذبحة النكراء لن يجديهما نفعا.
عن "يديعوت"
|