New Page 1
يأس ناعم ...!! / تميم معمر
25/10/2010 21:04:00
ما إن أصحو من النوم حتى أشعر بصداع , أين سأقضي هذا اليوم ؟؟ كان أبي – رحمه الله – يوقظني حين كنت في المهد صبيا , اليوم لا أب ولا عمل ولا أمل , وأصبحت أشكّل " عائقاً أمام تقدم الحياة ..!! " , لا بأس .. فالصمم أصبحوا يكثرون بين نقّاد الموسيقى ! في حين لا زلنا نتحدث عن العدل ! ماذا يجدي أن العدل في " القوانين المزعومة " إذا لم يكن في القلوب وفي وعي العقول ! لا تقولوا : نسن شرائع عادلة ونعطي كل واحد حقه بينما أسباب هلاك الناس كثيرة وواضحة , كما من الأوجب أو الأعدل عدم إعطاء المسّاح الشرير مقياساً وبركاراً , لئلا يقسّم بالمقاييس العادلة قسماً غير عادلة , ثم يقول : إني أحمل المقياس والقاعدة والبركار فأنا إذاً مسّاح جيد ! ما دامت تلك المعادلة بهذه القسوة , فهم يضعون القسوة والظلم في أرق الشرائع وأعدلها , لذا يجب أن لا نعارض شريعة بشريعة , ولا ننصب ألواح الرخام والنخاس في الوجوه , فالجميع كتب بأحرف من دماء في لوحة الشرف الفلسطيني .. وإذا صحيحاً أن " القانون " موضوعاً لحماية المجتمع فلا يمكن أن يكون أقرب إلى معنى العدل من المجتمع نفسه , وما دام المجتمع قائماً على الظلم فستظل " القوانين " عاملة على حماية الظلم وتأييده . كثير هم الأمناء في عملهم وانتمائهم راحوا ضحايا ! الضحكة مجروحة لكنها مستمرة وموجودة بقوة الحياة وعلامتها , أعلم أنني لست وحدي !! والتاريخ لا يدين للذين قفزوا ونجحوا بشيء وإنما يدين للمحرومين . هذه طبيعة الحياة , قوى تحرّك الناس ضد الناس أو مع الناس ما بين نفوذ سلطوي أو مادي .. ولكن لا يستطيع الإنسان بها معاً أن يحقق شيئاً له قيمة إنسانية ، فالذي يملك المال وينفقه على رجال " أي حكومة " ماذا حقق ؟ والذي يملك " حكومة " من أجل الفلوس ماذا قدم للناس ؟ إن عدداً كبيراً من الممتازين لا يرون ذلك، بل إن الذي يرونه صرفهم تماماً عن هذه القوى القاهرة للقلب والعقل والجهاز الهضمي . وقد يندهش البعض جداً لو قلت إن أعظم عقلية خلقها الله هي نيوتن. هذا العبقري لم يلامس الراحة في حياته حتى مات ! وغيره الكثير أمثال المفكر الإنجليزي العظيم كارلايل , والفيلسوف الألماني ايمانويل كانت، والأديب رسكن وكذلك الملك لويس السادس عشر، رغم ما قيل عنه ، والشاعر الإيطالي دانتي الذي وصف إحدى المواقف التي تعرّض لها في حياته برائحة جهنم في ملحمته الخالدة .. ونحن هنا في غزة , تلك البقعة البائسة , التي لا تتحرك الناس فيها إلا وفقاً لنوعينا إما أنا وإما أنا , إنه واقع نفسي موجود أكثر من كونه تربوي .. حيث الحياة والتفكير المعقد المركب لا يلتقيان ولا يريحان ؟! وحيث البساطة والبطاطة يتفقان ولا عيب .. فقد يكون المهم في النهاية هو الحياة .. ويكون بكاء المظلوم ببطء وخفية , حين يطمح لتحديد موضعه من الزمان والمكان في بلاد بلا تضاريس – غزة – ولسان حالها " سألتك حبيبي , لوين رايحين " خلينا خلينا " وتسبقنا سنين " إذا كنّا ع طول .. التقينا ع طول " وليش منتلفّت خايفين .. " .
|