New Page 1
رواية: عودة الموريسكي من تنهداته
23/05/2010 21:30:00
رواية: عودة الموريسكي من تنهداته
القدس:20-5-2010من جميل السلحوت: ناقشت ندوة اليوم السابع الأسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس رواية(عودة الموريسكي من تنهداته) للدكتور عدوان نمر عدوان،استاذ الأدب العربي في جامعة بيت لحم،وقد صدرت الرواية التي تقع في 120صفحة من الحجم المتوسط،قبل ايام عن منشورات مركز أوغاريت الثقافي في رام الله-فلسطين.
بدأت الندوة بقراءة الطالبة الجامعية آية ابراهيم جوهر الرسالة التي حملها لها مبدع الرواية استاذها الدكتور عدوان نمر عدوان، والذي لم يستطع حضور الندوة لأن الاحتلال لا يسمح له بدخول القدس، ومما جاء في الر السلام عليكم في مدينة السلام القدس الشريف التي حولها الشيطان إلى مدينة للحرب واغتصاب الحقوق، إني أيها الإخوة لأكبر فيكم هذه الأريحية والسعة التي تدفعكم لتناقشوا رواية من الروايات في ظل الجهود الحثيثة التي تبذلونها في مقارعة الاحتلال على الرغم من قناعتنا أن الأدب والفن والفكر والقلم هو سلاح آخر، يواكب السيف في قراع الخطوب، وإذا استطاع الاحتلال أن يمنع الأجساد من الالتقاء فإنني على يقين تام من أنه لا يستطيع أن يفصلنا عن القدس وأهلها، لأن القدس وليس غيرها هي الصليب الذي نحمله فوق أكتافنا أينما رحلنا أو حللنا.
بعد التحية :
لقد رسخت عندي قناعة منذ زمن طويل أن صاحب النص هو أسوء حكم على نصوصه، وعلينا أن نحيده كيلا يفسدها، وأخشى الآن وأنا أتحدث إليكم أن أقع في ربقة هذه القناعة، لذا سأحاول أن أجرد نفسي عن نفسي قدر الإمكان
أولا:الكاتب يهجس بالأزمنة الماضي والحاضر والمستقبل، وكأنهما يعيشان في بوتقة واحدة، وقد تولدت الأزمنة والأفكار والشخصيات قبل الكتابة وأثناء الكتابة.
ثانيا: كان تركيز الكاتب على فكرة جوهرية وهي أن روح الإنسان ليست ملكا له إنما هي ملك للتاريخ وشخصياته، فموسى الأندلسي كان يسكن موسى الفلسطيني، كما هي الأندلس تسكننا الآن وكما هي القدس ستسكننا حتى بعد آلاف السنين.
ثالثا:أن الفلسطيني ليس كائنا ميتافيزيقيا يبحث فقط عن الحوريات في الجنة، كما حاولوا تصويرنا، إنما هو إنسان من لحم ودم، يحب ويمشي في الأسواق، وفي الوقت نفسه يختصر حياته سريعا في الدفاع عن أرضه ومقدساته، وكذلك هو إنسان منفتح على العالم ثقافة وحياة، فمن الممكن وهو يحارب الاستعمار أن يحب امرأة غربية، إذ لا أزمة شخصية أو إنسانية بيننا وبين شعوب الغرب، وكل ما هنالك خلافات سياسية زجونا فيها.
رابعا: أراد الكاتب أن يخاطب قارئي الرواية فيقول لهم إن الرواية ليست قام وقعد وذهب وجلس، إنما الرواية حالة ثقافية، وحالة وعي وتناص مع عوالم تاريخية ونصية عربية وعالمية، وأن الفلسطيني يعتز بتراث المكان المسيحي، كما يعتز بتراث المكان الإسلامي، وهذه خصوصية كوننا فلسطينيين.
خامسا أراد الكاتب أن يقول: إن دور المرأة أصبح متطورا، فجسيكا نسخة متطورة عن فكتوريا،لأن فكتوريا لم تستطع أن تدافع عن حبها، واختارت أن تكتمه في قلبها، فالعمق الديني في تلك الأوقات كان متجذرا متسلطا، أما جسيكا فقد دافعت عن حبها بحرارة وظعنت خلفه، ومعادلها السابق في الرواية الحصان الذي دافع عن صاحبة بالصوم حتى نفق.
وختاما اكرر شكري لكم وأقول لكم نقيض ما قاله بطل الرواية في الصفحة 119 الذي قال أليس بالحقائق –والحقائق المريرة وحدها- يتحرر الإنسان؟ أقول لكم أليس بالمجاز-والمجاز وحده-يتحرر الإنسان؟ لأن المجاز والفن والأدب والنقد، وحلقتكم هذه هي الحقائق التي يتحرر بها الإنسان من كدر الحياة وصغائرها وصدأ الأيام ، فالقلوب تصدأ إذا لم نسقها من ينابيع الأرواح.
والشكر لكم أجمعين
بعدها قال داود ابراهيم الهالي فقال:
اختار د.عَدوان نمر عَدوان من أواخر العهد العربي في الأندلس الأرضيةَ التي بدأ منها روايته "عودة الموريسكي من تنهداته"، والتي تمر بفلسطين وترفرف فيما بعد في الأندلس، في أروقة قصر الحمراء وأزقة غرناطة الجريحة التي كانت في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي تعاني من أهوال قاسية، والتاريخ الأندلسي الذي بدأ منه المؤلف يكاد يكون مجهولاً، فكان الحديث عن ثورة بزمط الرافضة لاستبداد بني الأحمر في غرناطة، وقد ظهر بزمط هذا مع قوته من العامة كبطل صعلوك حاز على لقب أمير المؤمنين.
ينتقل عَدوان للحديث بعد ذلك عن شخصية أخرى هي شخصية "موسى بن أبي الغسان" الذي أطلق بنو الأحمر سراحه بعد استفحال أمر ثورة بزمط، وقد جاء إطلاق سراحه كخيار صعب فضله عبد الله الصغير على خيار تقاسم السلطة مع بزمط، وفي ظل المؤامرات التي كان يدبرها عمه الزغل سعياً منه وراء الانفصال (ص11). وابن الغسان هذا سُجن بتهمة مداعبة زينة العاشقين ابنة تسعة عشر ربيعاً، إلاّ أنه من القادة القلائل الذين فضلوا مصارعة العدو القشتالي على حياة الذل والخنوع، وهو ممن أبقوا على غرناطة مدينة إسلامية في جنوب أوروبا.
لم يكن من السهل الكتابة عن رواية "عودة الموريسكي من تنهداته" فهي رواية تنتقل بين زمنين يفصل بينهما نحو ستمائة سنة، يختلط فيها الماضي بالواقع وبالخيال. فتارةً نمضي مع موسى بن أبي غسان في غرناطة القرن الخامس عشر الميلادي وتارةً أخرى نعيش مع موسى النابلسي في غرناطة الأسبانية المعاصرة بكل ما فيها من أحداث شيقة، ومن ثم ينتقل بنا عَدوان إلى أزقة البلدة القديمة في نابلس خلال انتفاضة الأقصى، ويظهر الخيال والحدس مع موسى النابلسي في أروقة قصر الحمراء، وظاهرة التقمص أو التناسخ التي يظهر فيها موسى النابلسي كأنه موسى بن أبي الغسان الأندلسي بحبهما ووفائهما، وفي مقارعتهما للاحتلال رغم تيقنهم من صعوبة المواجهة في ظل الانقسام والتفريط وعواصف الخيانة.
تقدم الرواية صورة تكاد تكون متكاملة للمجتمع والسلطة في الأندلس بأسلوب مختصر، وتقص حالة الانقسام بين من هم في السلطة ممن ألفوا حياة الدعة والخيانة، وتوقيع الاتفاقيات مع الأعداء أمثال عبد الله الصغير وعمه الزغل، وفي المقابل تتجلى صور أخرى للصمود والمجد والتحدي الذي سطره ابن الغسان ليس في فراش فكتوريا، وإنما في حربه ضد فردناند وإيزابيلا اللذين لم يدخرا جهداً في طمس الثقافة الإسلامية في الأندلس.
يحاول المؤلف ربط ما جرى في الأندلس بما يجري الآن في فلسطين في مشهدين تبدلت فيهما الأسماء والجغرافيا، إلا أن المواقف و"الجماعات الوظيفية" والثائرين في وجه التقهقر والخيانة يؤدون أدوارهم كما ينبغي، ففي الوقت الذي يصر فيه موسى الأندلسي وبزمط الغرناطي ومن بعدهما موسى النابلسي وأبو حميد الفلسطيني على محاربة العدو حتى نيل الشهادة فإن عبد الله الصغير وعمه الزغل وابن كماشة الأندلسيين والطابور الخامس في أزقة قضيتنا الفلسطينية، يبذلون النفس والنفيس في توجيه خناجرهم المسمومة لأبناء جلدتهم، وهم لا يخدمون في شيء اللهم مزيد من الازدراء في نظر أعدائهم قشتاليين كانوا أم إسرائيليين.
وفي هذه الرواية بين أسبانيا وفلسطين أسلوب يشد القارئ، وكأن حاضرنا هو ماضي غرناطة ومستقبلنا -الذي لم يأتِ بعد- كان صفحات قُلبت في الأندلس، ولعل هذا ما أراد عَدوان أن يوصله إلينا، فهذا ابن كماشة بذل قصارى جهده في تصديع أسوار الصمود في غرناطة وأمثاله كُثر في وطننا العربي المعاصر.
مما يؤخذ على هذه الرواية أنها تكاد تكون سجلاً للأحداث التاريخية أكثر منها رواية، ولا يعني ذلك أن المؤلف لم يوفق في عمله القيم هذا، إنما كان هناك كثير من الأحداث وتداخلها الأمر الذي يصعب على القارئ الإحاطة به على طول الرواية.
اسم الرواية "عودة الموريسكي من تنهداته" يطرح السؤال هل عاد الموريسكي متمثلاً في شخصية موسى النابلسي، أم أنه سيعود كإشارة إلى التفاؤل حاول عَدوان نمر عَدوان إيصالها إلينا؟ فالمورسكيون Los Moriscos بمعنى المسلمين الصغار اسم أُطلق على المسلمين الذين أظهروا النصرانية وأبطنوا الإسلام بعد سقوط غرناطة (الحجي، 2008، ص605).
ملاحظة: هناك القليل من الأخطاء المطبعية التي أرجو تعديلها مستقبلاً كما في صفحة رقم 115، السطر18 (ييدخلون- يدخلون)، وصفحة 68، السطر الأول (هنا استيقظ لا شعوره الدفين.
وقال موسى أبو دويح: التاريخ يعيد نفسه، وما اشبه اليوم بالبارحة، وهكذا اعاد الواقع الذي تعيشه فلسطين المحتلة من يهود، كاتبنا الدكتور عدوان نمر عدوان الزواتي (من قرية زواتا)، النابلسي المقدسي؛ -لان فلسطين كلها تعرف باقدس واشهر مدنها القدس؛ ولذلك تسمى ابن قرية جماعيل (من قرى نابلس ايضاً) صاحب كتاب المغني في الفقه، بابن قدامة المقدسي-، اعاده الى واقع الاندلس في اخر عهدها، عهد ملوك الطوائف، وما جرى للمسلمين فيها من قتل وذبح واغتصاب وتشريد على ايدي الفرنجة.
يشبه الكاتب مدينة نابلس، جبل النار، بغرناطة الاندلس، غرناطة قصر الحمراء وعلى الاخص في فترة افول نجميهما، اي سقوط غرناطة في ايدي الفرنجة واستباحتها من قبلهم في عهد حاكمها ابي عبدالله الصغير، الذي قالت له امه عندما راته يبكي على ملكه الضائع في الاندلس عامةً وفي غرناطة خاصة:
ابك مثل النساء ملكاً مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال
وسقوط نابلس بقصبتها وجبليها عيبال وجرزيم في ايدي يهود في الوقت الحاضر، واستباحتهم للمدينة بدباباتهم وطائراتهم، وتدميرهم لمبانيها وقتلهم للمقاومين فيها منذ احتلالهم الثاني لفلسطين سنة 1967، وعلى الاخص بعد قدوم السلطة الفلسطينية. حيث لايردع يهود عهد ولا وعد ولا ميثاق، ولا يرقبون في مؤمن الاً ولا ذمة. تماماً كما حذر كاتب الرواية على لسان ساردها موسى الفلسطيني الذي تقمص شخصية موسى بن ابي الغسان فارس غرناطة الذي رفض ان يستسلم للنصارى، ولم يثق بعهودهم ووعودهم المعسولة وقال: "لنقاتل العدو حتى اخر نسمة، وانه خير لي ان احصى بين الذين ماتوا دفاعاً عن غرناطة، من ان احصى بين الذين شهدوا تسليمها".
وعندما اجتمع زعماء وقادة المسلمين ليوقعوا وثيقة تسليم غرناطة المسلمة الى ملوك النصارى في بهو قصر الحمراء، لم يملك الكثيون منهم انفسهم من البكاء والعويل على فعلتهم الدنيئة الخسيسة، صاح فيهم ابن الغساني: "اتركوا العويل للنساء والاطفال، فنحن لنا قلوب لم تخلق لارسال الدمع ولكن لتقطر الدماء، وحاشا لله ان يقال: (ان اشراف غرناطة خافوا ان يموتوا دفاعاً عنها)، وصاح في وجوه المتخاذلين المستسلمين عندما بدأوا التوقيع على وثيقة التسليم: (ان الموت اقل ما نخشى، فامامنا نهب مدننا وتدميرها وتدنيس مساجدنا، وامامنا الجور الفاحش والسياط والاغلال، والانطاع والمحارق، وهذا ما سوف تراه تلك النفوس الوضيعة، التي تخشى الان الموت الشريف، اما انا فوالله لن اراه)".
ومما قاله هذا الفارس الغساني المقدام: "ليعلم ملك النصارى –يقصد فرناندو الخامس- ان العربيّ قد ولد للجواد والرمح، فاذا طمح الى سيوفنا فليكسبها غاليةً، اما انا فخير لي قبر تحت انقاض غرناطة، في المكان الذي اموت فيه مدافعاً عنه، من افخم قصور نغنمها بالخضوع لاعداء الدين". اشارة منه الى الوعود التي وعدها ملوك النصارى للمسلمين مقابل تسليمهم غرناطة. وَعَدُوْهُم (بتأمين الصغير والكبير في النفس والاهل والمال، وبقاء الناس في اماكنهم ودورهم ورباعهم وعقارهم، واقامة شريعتهم على ما كانت، ولا يحكم على احد منهم الا بشريعتهم، وان تبقى المساجد كما كانت والاوقاف كذلك، وان لا يدخل الاسبان دار غرناطي، ولا يغصبوا احداً، وان لا يولى على المسلمبن مسيحي ولا يهودي، وان لايقهر من اسلم على الرجوع للمسيحيين ودينهم، ويسير المسلم في بلاد المسيحيين امناً على نفسه وماله، ولا يمنع مؤذن ولا مصل ولا صائم ولا غيره من أمور دينهم). "صفحة 83".
وحتّى يثق المسلمون بهذه الوعود والعهود، اقسم فرناندو وايزابيلا قسماً رسمياً بالله ان جميع المسلمين سيكون لهم مطلق الحريّة في العمل في أراضيهم، او حيث شاؤوا، وان يحتفظوا بشعائر دينهم ومساجدهم كما كانوا، وان يسمح لمن شاء منهم بالهجرة الى المغرب. "صفحة 84".
أمّا الغساني فحذر قومه بقوله: "لا تخدعوا انفسكم، ولا تظنوا ان الاسبان سيوفون بعهدهم لكم، ولا تركنوا الى شهامة ملكهم، ان الموت اقلّ ما نخشى، فامامنا نهب مدننا وتدميرها، وتدنيس مساجدنا، وتخريب بيوتنا وهتك اعراض نسائنا وبناتنا، وامامنا الجور الفاحش والتعصب الوحشي والسياط والاغلال، وامامنا السجون والمحارق، هذا ما سوف نعاني من مصائب الموت، امّا انا فوالله لن اراه؛ لان عالمي ليس ههنا بينكم، عالمي في السماء". (صفحة 84-85) لكنهم لم يلتفتوا له ولم يسمعوه.
ولقد ذكرتني هذه الرواية بقصيدة لنزار قباني، قالها عندما وقف على آثار العرب في غرناطة، حيث التقى هناك بفتاة إسبانية تفتخر بتراث أجدادها في الأندلس، فأعادت تلك الوقفة وتلك الفتاة نزارًا إلى أمجاد المسلمين في الأندلس التي فتحوها سنة 92هـ، وأجبروا على الرحيل عنها والخروج منها صاغرين سنة 898هـ. أي دام عزّهم ومجدهم أكثر من ثمانية قرون ثم اندثر.
قال الشاعر الموهوب نزار من البحر الكامل:
في مدخل " الحمراء " كان لقاؤنا..
ما أطيب اللقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان.. في حجريهما
تتوالد الأبعاد من أبعاد
هل أنت إسبانية؟ .. ساءلتها
قالت: وفي غرناطةٍ ميلادي
غرناطةٌ! وصحت قرون سبعة
في تينك العينين.. بعد رقاد
وأميّةٌ .. راياتها مرفوعة
وجيادها موصولة بجياد
ما أغرب التاريخ.. كيف أعادني
لحفيدة سمراء.. من أحفادي
وجه دمشقي .. رأيت خلاله
أجفان بلقيسٍ .. وجيد سعاد
ورأيت منزلنا القديم .. وحجرة
كانت بها أمي تمدّ وسادي
والياسمينة،رصّعت بنجومها
والبركة الذهبيّة الإنشاد
ودمشق .. أين تكون؟ قلت : ترينها
في شعرك المنساب نهر سواد
في وجهك العربي، في الثغر الذي
ما زال مختزنا شموس بلادي
في طيب " جناتِ العريفِ " ومائها
في الفلّ ، في الريحان، في الكبّاد
سارت معي .. والشعر يلهث خلفها
كسنابلٍ تركت بغير حصاد
يتألق القرط الطويل بجيدها
مثل الشموع بليلة الميلاد
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي
وورائيَ التاريخ .. كوم رماد
الزخرفات أكاد أسمع نبضها
والزركشات على السقوف تنادي
قالت : هنا الحمراء .. زهو جدودنا
فاقرأْ على جدرانها أمجادي
أمجادها!! ومسحت جرحا نازفا
ومسحت جرحا ثانيا بفؤادي
يا ليت وارثتي الجميلة أدركت
أنّ الذين عنتهمُ أجدادي
عانقت فيها عندما ودّعتها
رجلا يسمى " طارقَ بنَ زياد "
واخيراً لغة الرواية لغة واضحة سهلة سلسة فصيحة. وجاء الوصف فيها رائعاً انظر الى قوله: "ركبت الافعى الطويلة" وهذا يذكر بقول حافظ ابراهيم في وصف القطار:
يا حديداً ينساب فوق حديد كانسياب الرقطاء فوق الرُّغامِ
وقوله: "تذكرت ان الروح في التراث الشعبي تطالب بدم قاتلها عن طريق طائر يسمى الهامة، يظل يصيح على قبر المغدور حتّى يأخذ أقرباؤه بدمه". وهذا يذكر بقول الشاعر:
يا عمرو إنْ لا تدعْ شتمي ومنقصتي اضربْك حتى تقولَ الهامةُ اسْقوني
وختاماً رواية تستحق القراءة لانها تبين واقعاً نعيشه نحن الفلسطينين بكل مآسيه.
بعد ذلك جرى نقاش مطول شارك فيه كل من :محمد عليان،ابراهيم جوهر،حذام العربي وجميل السلحوت.
|