New Page 1
وحيد فتح
14/07/2009 09:49:00
ولم يخرج أذناب الاحتلال عن عادتهم التي لا يجيدون غيرها، حيث بدأت مع تباشير صباح هذا اليوم بياناتهم وأبواقهم المختلفة في كيل التهم المعلبة والجاهزة والمعدة سلفاً ضد شخص فاروق القدومي أمين سر حركة فتح الذي خرج عن صمته ليؤكد المؤكد ويثبت المثبت، الذي لم يكن أحد بحاجة لوثائق لتأكيده وتثبيته.
لست من فتح ولا من غيرها، ولست مع فصيل دون آخر، لكن ما يجري داخل فتح يهم ويتأثر به كل فلسطيني، وأنا منهم، وكشف مؤامرات وكلاء الاحتلال واجب لا منة فيه، ولأننا ندور حيث دار الحق، لم أحب أو أؤيد يوماً نهج عرفات، لكني وقفت وكتبت وألفت حول مقتله واغتياله لخطورته وأثره، وكشفت ما بدأ اليوم بالانكشاف أكثر أنه ربما من قتله يتبوأ أعلى المناصب والمراتب، ولست من فصيل أو حركة أو عائلة السيد القدومي ولا من أتباعه، لكن دعمه اليوم هو أيضاً واجب في وجه الطغمة القابعة في المنطقة السوداء من محمية المقاطعة في رام الله المحتلة.
الحملة بدأت معنا شخصياً من خلال الرسائل التي تنتقد وتهاجم وتسب وتلعن، لا لشيء إلا لأننا اعتبرنا لقاء السيد القدومي السبت الماضي صحوة فتحاوية جادة وان متأخرة، وأن تأتي متأخراً خير من أن لاتأتي، وقمنا بنشر نص ما صرح به، وقضينا بفضل الله على محاولات التعتيم و"التطنيش"، وبدأت وسائل الاعلام تباعاً في تناول الموضوع واثارته، وبدأت كنتيجة لذلك الاتهامات لشخصه وشخصنا تنهال علينا عبر الرسائل الالكترونية، لتتحول بقدرة قادر لبيانات رسمية نرصدها هنا، لكن لا بأس أن نضع أهم الاتهامات والادعاءات دون حرج ولا وجل، لأننا لسنا من أنصار "التنطيش" كما فعل وكلاء الاحتلال، ولأن "الشخصنة" هي سلاحهم الوحيد الذي يجب مواجهته وتعريته وفضحه.
في ردودهم وبياناتهم يقولون عن السيد فاروق القدومي:
· القدومي سكير عربيد لا يصحو من الكأس إلا ليأخذ غيره
· هو معاقر دائم للخمر لا يفارقه
· كل ما يهمه هو منصب وزير الخارجية
· انتفض لمصلحته الشخصية ولم تحركه القضايا الأكبر
· مريض نفسي فاقد لتوازنه
· هرم خرف يعاني من الازهايمر
· يخترع هذه الاتهامات المريضة الخطيرة لكي يستعمل آخر طلقة في جعبته من أجل إفشال انعقاد مؤتمر فتح
· متواطيء بقتل عرفات لأنه أخفى الحقيقة لسنوات
· معارض لأوسلو وينعم بخيرها
· لو أرضاه عباس لقبل ونسي
· يخشى على منصبه في اللجنة المركزية
· اشترته حماس ومن ورائها ايران
· أراد الظهور والأضواء بعد أن فقد تأثيره داخل فتح
ليس غريباً ما يحدث، وليس غريباً أن "يشيطن" القدومي وغيره طالما تجرأ وخرج عن طاعة الملك المهاب عبّاس، وإن كان هذا مصير أحد مؤسسي فتح، فما هو مصير غيره من عناصر وكوادر، أو لمن هم خارج فتح؟ كان هذا مصير هاني الحسن حين أوضح دور ومهمة دحلان القذرة في غزة، ومصير شفيق الحوت حين كشف اختطاف عبّاس لمنظمة التحرير، ومصير مروان البرغوثي حين رشح نفسه لانتخابات الرئاسة، ترى هل ما زالت الغمامة والعماهة والغشاوة على عيون من يدافعون عن تحالف عبّاس – دحلان القذر لتدمير فتح؟ ألا يستطيع هؤلاء النظر لأبعد من أقدامهم و جيوبهم؟ أم أنهم ممن قال فيهم رب العزة سبحانه وتعالى: "خَتَمَ اللَّهُ عَلَى? قُلُوبِهِمْ وَعَلَى? سَمْعِهِمْ ? وَعَلَى? أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ? وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ".
بعبارات أوضح ما يتعرض له السيد القدومي اليوم هو ما تعرض له شخصياً في السابق، وما سيتعرض له كل من يحاول الوقوف في وجه الطغمة المختطفة للقرار الفتحاوي والفلسطيني، وقد سبق واكتشفت شخصياً أنني أمتلك القصور وبرك السباحة، وأني أعاقر الخمر والنساء كل ليلة، بل نسجت القصص عن "شقيقات" لي لم يرزقني الله بأي منهن فلا شقيقات لي، وعن زوجات لم أسمع بهن، وسبق أن نشر أيضاً لقاء مفبرك على لسان زوجة السيد القدومي في الواقع الصفراء المحسوبة على عبّاس - دحلان، أتعرفون متى كان ذلك؟ كان في العام 2007 وتحديداً في 12/10/2007، أي قبل سنة ونصف ويزيد عن مؤتمره السبت الماضي، وكان نص الخبر كالتالي: " أكدت نبيلة النمرزوجة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح فاروق القدومي ، ان زوجها مصاب بمرض الزهايمر، وهو مرض يؤثر على خلايا الذاكرة ويسبب النسيان في أحيان كثيرة· وقالت النمر:" إن زوجها ينسى الكثير من الأمور، حتى انه في بعض الأحيان ينسى أسماء المقربين منه"، وأضافت أن زوجها له تصاريح متناقضة كثيرة، حيث انه رفض العودة إلى ارض الوطن بحجة الاحتلال، وتارة يسب السلطة والرئيس محمود عباس وتارة حركة حماس وقيادتها، وتارة يذهب إلى سوريا للقاء مشعل، وتارة يتودد إلى إيران ومن ثم يسبهم· وناشدت قيادة شعبنا الفلسطيني مراعاة حالة زوجها المرضية وعدم الأخذ بما يقول".
هذا ما في جعبتهم، ولا نعتقد أن لديهم غيره، ولسنا بوارد الدفاع عن فلان أو علان، ولا يهمنا من قريب أو بعيد صحة ما يدعون من عدمه فيما يخص الشق الشخصي، لكننا نوثق ادعاءاتهم ليعلم القاصي والداني دناءتهم في التعامل، ووضاعتهم في الرد، لكن ما يثير العجب أن أحداً لم يتناول المحتوى، زعيمهم وقائدهم ورمزهم يُقتل ويجمعون أنه مات مسموماً، ثم يلومون من يكشف الحقائق ويتركون المتهم دون تحقيق أو تمحيص، يرمون بتهم الفساد وينكرونها، ثم يدافعون ويتحالفون مع شياطين الانس من سدنة الفساد والافساد، يهمهم الخمر والسكر وهم زنادقة الفساد وكهنته، يحركون مؤسساتهم الهرمة التي لا تمثل أحد لتصدر البيانات باسم الشعب الفلسطيني وهو منهم براء، بالله عليكم اقرأوا بيان اللجنة التنفيذية لما يسمى زوراً منظمة التحرير الفلسطينية التي بقدرة قادر أصبحت تتحدث باسم فصيل وتنظيم بعينه، بالله عليكم هل يُشرف شعبنا مثل هذه اللجنة، اقرأوا الخبر واحكموا بأنفسكم:
وصفت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تصريحات فاروق القدومي 'ابو اللطف' ضد الرئيس محمود عباس قبل يومين بـ'الهستيرية'.
وقالت اللجنة، في تصريح صدر عنها اليوم، 'في إطار سعي السيد فاروق القدومي لتعطيل انعقاد مؤتمر حركة فتح السادس، قام بالإدلاء بتصريحات هستيرية لبعض مراسلي الصحف خلال زيارته إلى العاصمة الأردنية عمان قبل يومين'.
وأضافت 'قد احتوت هذه التصريحات على مزاعم ضد رئيس اللجنة التنفيذية لـ(م.ت.ف) وإخوة آخرين، لا تعدو كونها من اختراع خيال مريض ولمسؤول فقد كل مقومات الاتزان السياسي والنفسي، خاصة الاتهامات بالتآمر على حياة زعيمها الراحل القائد الكبير الشهيد ياسر عرفات'.
وتابعت: لو كان عند القدومي -كما يقول- وثائق صحيحة بشأن مثل تلك الاتهامات الخطيرة، لكان من الأجدر به أن يكشفها قبل 5 سنوات عندما زعم أنه حصل عليها، ولكنه يخترع هذه الاتهامات المريضة الخطيرة لكي يستعمل آخر طلقة في جعبته من أجل إفشال انعقاد مؤتمر فتح.
وطالبت القدومي بالتراجع والاعتذار العلني عن مثل هذه 'الأقوال التي تصب في خدمة خطط أعداء شعبنا والمتآمرين على وحدته والساعين لتكريس الانقسام في صفوفه، وذلك حرصًا على آخر ما تبقى للسيد القدومي من رصيد في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وخاصة أن من يسيء إلى تاريخنا ونضالنا ويحاول تصويره أمام شعبنا وأجياله الجديدة وكأنه سلسلة من المؤامرات والتواطؤ وغيرها من الخرافات، إنما يسيء إلى نفسه وإلى تاريخه، ودوره فقط'.
وقالت إنها سوف تدرس في أول اجتماع لها هذا 'السلوك غير المسبوق من قبل السيد القدومي لاتخاذ الإجراءات السياسية والتنظيمية وكذلك القانونية بحقه، حيث لا يمكن السكوت عن مثل هذه المزاعم التي صدرت عنه'.
نعم هذا ما يقولون، وبصراحة ووضوح شديدين جداً نقول، كلامهم كوجوههم الكالحة، وتصريحاتهم لا تزيد ولا تنقص من حقيقة دورهم وجرائمهم، ولن تستر لهم عورة، وتهجمهم الشخصي غير ذي صلة بموضوع خطير وهام، ما نحن بصدده اليوم يتجاوز الشخصي والفردي، إنه انقاذ لحركة قادت النضال الوطني لسنوات قبل أن يحرفها من اختطفها، اننا بصدد تمايز بين من يريد الانحياز للوطن والشعب والقضية، وبين من ارتمى تماماً في أحضان المحتل.
اليوم بدأت أصوات فتحاوية أخرى تعلو، سبق أن اتهمت أيضاً بما يتهم به السيد القدومي اليوم، وها هو السيد حسام خضر الذي باعته وسلمته فتح للاحتلال ليقضي سنوات في سجونه يقول في لقاء مع صحيفة القدس العربي نشر اليوم "أن الحركة يتم المتاجرة بها جهارًا نهارًا، وتستخدم بتاريخها وإرثها النضالي من أجل الإبقاء على مصالح وامتيازات شخصية لقيادات تقليدية نافذة لا من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني وحقوقه وثوابته" ليضيف "ما يحزن أن الذين دمَّروا "فتح" على مدار الـ20 عامًا الأخيرة هم من يملكون الإمكانيات المالية والمادية والوسائل الأخرى من خلال المراكز التي استأثروا بها في الحركة ومن خلال الملايين التي نهبوها من أموال الشعب الفلسطيني" مختتماً بقوله "لا يخفى على أحد ما كنت أقوله منذ اليوم الأول لـ"أوسلو" من أنه اتفاق استهدف حركة "فتح" أكثر من غيرها، وعمدت قيادة الحركة إلى إفساد من استطاعت إليه سبيلاً من خلال الامتيازات والعطايا، وترك الحبل على غاربه للعبث بجماهير شعبنا".
تحدثنا مراراً وتكراراً عن شرفاء فتح، حتى بات السؤال الموجه لنا دوماً: أين هم هؤلاء الشرفاء؟ هل تعرف منهم أحداً؟ ألم يصطفوا جميعاً خلف عبّاس قائدا ورمزا ..؟ لكننا اليوم نعيد التأكيد أن هناك شرفاء داخل فتح، ربما كانوا بانتظار من يعلق الجرس، واليوم ننتظر أن نراهم ونسمعهم، ننتظر أن يعيدوا حركتهم للصف الوطني بعد ان اختطفت وحرفت عن وطنيتها عبر عملاء ووكلاء للمحتل يجاهرون فرحين بدورهم، نترقب الالتفاف الواضح والعلني مع تيار فتح الوطني في وجه التيار العميل.
"بُقت البحصة" وأصابت هدفها تماماً، وعلى السيد القدومي أن يخطو خطوات أخرى، وأن لا يلتفت لاتهامات وادعاءات هذا وذاك، ولا نزاود ان قلنا حتى لو صح بعضها، لقد اختار أبو اللطف طريق اللاعودة مع من باع نفسه وضميره، وهي طريق وعرة في مواجهة من يملك المال والمنبر، وعلى أبناء وشرفاء وأحرار فتح ممن كانوا ولسنوات يتحينون الفرصة أن يتحركوا، هي فرصتهم الأخيرة.
حانت الساعة، وآن أوان الفعل والعمل والحراك، فهل يبقى القدومي وحيد فتح؟.
د.إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com
14/07/2009
|