|
New Page 1
خط الرئيس وأدواته واعوانه تحت القصف
07/08/2009 11:45:00
عمان ـ 'القدس العربي' ـ من بسام البدارين: يواجه المشروع السياسي للرئيس محمود عباس حالة النضج والوعي التي اجتاحت خلال اليومين الماضيين المؤتمرين من ابناء حركة فتح واثيرت بالتفاصيل ويتوقع ان تؤثر بالنتائج، مما يجعل الخط السياسي للرئيس متأرجحا ومعلقا ومفتوحا على كل الاحتمالات التي لا يمكن حسمها الا بعد وضع الاقلام واعلان اختتام المؤتمر السادس الذي واجه بدوره امس الخميس اجواء عاصفة للغاية ومعركة إرادات.
ومجريات اليوم الثاني تدلل على وجود هذه المعركة لكنها لا تدلل في الواقع على اي حسم لصالح اي طرف مما يعني تلقائيا بأن المشروع السياسي لعباس المختبئ خلف الترتيبات والصراعات الانتخابية والحركية يتأرجح الآن وسيستمر بالتأرجح خلال اليومين المقبلين ما بين الفشل والنجاح او نصف الفشل والنجاح وهو امر لا يمكن حسمه الا عند قراءة اهم وثيقة في المؤتمر وهي وثيقة البرنامج السياسي
وهذه الوثيقة شكلت لجنتها امس الخميس والمؤتمر الذي كان عباس قد خطط لانتهاء فعالياته بثلاثة ايام فقط أفلت من حيث السقف الزمني من يدي مؤسسة الرئاسة وتيار المفاوضات وتقرر تمديده ليومين او ثلاثة على الاغلب حسب معطيات القرار الذي اعلنه رئيس المؤتمر المنتخب عثمان ابو غربية امس الخميس.
وهذا التمديد للمؤتمر يمكن اعتباره فورا مؤشرا يعزز القناعة بأن الاجواء حتى الآن معاكسة لاتجاهات الرئيس عباس الذي كان قد قرر مسبقا الاكتفاء بانعقاد المؤتمر لثلاثة ايام لكن مصدرا مهما في حركة فتح كشف النقاب لـ 'لقدس العربي' عن مشاعر عدم الارتياح الواضحة عند الرئيس عباس والمقربين منه محذرا من ان اوراق القوة لا زالت بين يدي الرجل وان الاستدراك ممكن رغم المفاجآت التي حصلت. نفس المصدر قال بوضوح ان المؤتمر حتى الآن ناضج وواع وان الثوابت تجد من يدافع عنها بشراسة لكن المناهضين لخط عباس وللمفاوضات ليسوا منظمين معا ولا يشكلون تيارا موحدا يمكنه انقاذ الحركة تماما فكل العواصف والسجالات تجري في سياق مجموعات صغيرة او مواقف فردية ولا توجد زعامة موحدة تستطيع حشد المعارضة الفتحاوية اذا جاز التعبير في مواجهة برنامج الرئيس عباس.
ويعني ذلك في النتيجة ان تأرجح مشروع عباس كان نتيجة طبيعية لمستوى وحجم الاصطفاف والانفعالات التي اجتاحت فعاليات المؤتمر لكن عدم وجود تيار موحد في السياق يترك الرهان ممكنا على كل الاحتمالات فما يجمع خصوم برنامج الرئيس الفتحاويين بالمشاغبين من ابناء الحركة وبالمعارضين لخط اوسلو اصلا هو ليس التمحور ضد عباس بل السعي لوقف التدهور والحفاظ على روح الحركة وعدم تذويب مبادئها وثوابتها، والاهم كما قال رئيس المؤتمر ابو غربية في الكواليس تضمين النص الختامي للتقرير السياسي خيارا غير المفاوضات بعد وقف التدهور.
شعث ولجنة البرنامج السياسي
وتدلل هوامش ما يجري على فرصة صمود الخط العباسي اذا جاز التعبير اصبحت مرتبطة بثلاثة عوامل رئيسية اولها ما ستتضمنه وثيقة البرنامج السياسي، وثانيها نتائج الانتخابات في مقاعد اللجنة المركزية والمجلس الثوري، وثالثها موقع حلفاء الرئيس عباس والنشطاء المدافعين عن خطه في هرم الحركة القيادي بعد انتهاء مهرجان المؤتمر السادس الصاخب جدا حتى الآن.
امس الخميس إجتمعت اهم لجنة في المؤتمر وهي لجنة البرنامج السياسي وتضم في عضويتها الدكتور صائب عريقات والدكتور نبيل شعث وقياديين محسوبين على تيارات الرأي الآخر، واجواء اللجنة تشير الى ان النصوص التي سيتم اعتمادها قد تكون جيدة حركيا بمعنى الحفاظ على بعض الثوابت ليس بسبب تركيبة اللجنة وانما بسبب السقف الصاخب للعناوين التي طرحها المؤتمر وصعوبة تجاهله من قبل اعضاء اللجنة.
داخل اللجنة يقال ان الدكتور شعث يطمح لعضوية اللجنة المركزية وهو امر يقيد مرونته وتنازلاته وفقا لبوصلة الاداء والخطاب في فعاليات المؤتمر ونجاح شعث عضوا بالمركزية اصبح بحد ذاته مرتبطا بمستوى النصوص التي ستمر عبر وثيقة لجنته، فيما يسعى الدكتور صائب عريقات لتجنب دوائر الاتهام الشرسة عبر اتخاذ مواقف في النص تميل الى الاعتدال وتراعي مشاعر وتوجهات المؤتمرين من ابناء الحركة.
وبهذا المعنى يمكن القول ان مستويات الاشتباك التي اظهرها في اول يومين للمؤتمر بعض ابناء الحركة مع الرئيس عباس وابو ماهر غنيم واحمد قريع من قيادات الصف الاول شكلت رادعا عند قيادات الصف الثاني مثل عريقات وشعث، وهو امر يتوقع المراقبون ان يلعب دورا في اظهار مواقف مرنة داخل اللجنة تنعكس بالضرورة على نصوص وثقتها التي تعتبر اهم وثائق المؤتمر مطلقا.
رموز عباس تحت القصف
ومن الواضح في الاطار نفسه ان ضغوطات متعددة الاتجاه يواجهها الرئيس عباس في المؤتمر السادس لان عنصر الترجيح في تأرجح مشروعه ما بين الفشل والنجاح وحسب خبير مطلع على المجريات تمثل في ضعف الادوات التي استخدمها الرجل او يعتمد عليها في التمرير والكواليس.
وبوصلة الكواليس تقول ان بعض ابناء الحركة تقصدوا بوضوح اظهار الجرأة في مواجهة رموز الخط الرئاسي والادوات الاساسية في مشروع عباس فقد تم انزال الطيب عبد الرحيم قصرا عن منصة الرئاسة في المؤتمر ظهر الاربعاء وواجه قياديان شابان بجرأة غير مسبوقة هما حسام خضر وبكر ابو بكر وكلاهما من ذوي الاتصالات الهامة في الضفة الغربية الرئيس مباشرة في جلسة اليوم الاول واطلقا الصيحات في وجهه وابلغاه بانه عضو في المؤتمر وليس اكثر في حركة شكلت سقفا لانفعالات واحتجاجات طالت آخرين على رأسهم محمد دحلان وابو ماهر غنيم والطيب عبد الرحيم.
وبهذا المعنى شكلت الادوات التي اعتمد عباس عليها في المؤتمر عبئا على مخططاته خصوصا بعدما تقصد البعض مضايقتها واظهار التجرؤ العلني عليها في محطات اساسية من المواجهة شكلت نكهة مركزية في طعم واتجاه بوصلة المؤتمر، الامر الذي كان من بين الاسباب الرئيسية لبقاء خطط عباس معلقة.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2009\08\08-07\06x98.htm&storytitle=ffخط%20الرئيس%20وأدواته%20واعوانه%20تحت%20القصفfff&storytitleb=مؤتمر%20فتح:%20معركة%20إرادات.%20مشروع%20عباس%20يتأرجح%20والحسم%20عند%20ولادة%20البرنامج%20السياسي&storytitlec=
|
