New Page 1
رسالة الى حسام خضر ـ عضو المجلس التشريعي الفلسطيني
05/12/2003 16:16:00
رسالة الى حسام خضر ـ عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ، الذي اعتقل في مخيم بلاطة بتاريخ 18/3/2003 ، هو الآن معتقل في السجون الإسرائيلية ولم يقدم الى المحاكمة.
حتى هذه اللحظة ، بقيت الاحتجاجات والمظاهرات ... الخ في فلسطين أو في اسرائيل أو حتى في العالم بقيت في طور الحذر الشديد والتردد.
أصدقاء حسام خضر انشئوا صفحة إلكترونية بالمكان الحصول عبرها الى معلومات مفيدة.
صديقي حسام :
إنني قد علمت وقبل عدة أيام انه للمرة السادسة على التوالي بقرار المحكمة الإسرائيلية بتمديد فترة اعتقالك الذي استمر هذه المرة من تاريخ 17/3/2003 .
أما اليوم هذا الصباح الموافق 30/5/2003 علمت بنتائج لقاء شارون ـ أب ومازن الذي تم في القدس لهذا قررت ان اكتب لك.
من بين المقترحات الكريمة التي قدمها شارون ، كان هناك مقترح بأنه ينوي إطلاق سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين ومن بينهم اثنان من المسؤولين السياسيين.
في هذه اللحظة فإنني ابدا لم اشك بأنك واحد منهم ، لان دحلان وأبو مازن لن يضعوك في قائمة الذين يحبون إطلاق سراحهم ، واكثر من ذلك ، وحتى ولو ورد اسمك بالخطأ في هذه القائمة فانهم سيقومون بشطبه تماما كما فعل عرفات وقت انتخابات المجلس التشريعي عندما قام بشطب اسمك من قائمة مرشحي فتح في نابلس لكن هذا لم يمنعك ذلك من خوض الانتخابات كمرشح مستقل حيث حصلت على دعم كبير من المناضلين.
حسام ... علي ان أقول لك بأنك قد نبشت وكشفت ، وان عزيمتك في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي لم تضعف منذ بداية الانتفاضة الرسمية عام 1987 وحتى تاريخ 17/3/2003 حيث أتوا لاعتقالك من حصنك في مخيم بلاطة.
في البداية كان مثلك مثل الكثر الذين آمنوا بسلام اوسلو ، لكنه بعد ذلك بقليل وجدت واقتنعت بأن اوسلو هي عملية ذات منطق محكم هدام على الشعب الفلسطيني ، فما كان عليك إلا ان تواجه بصلابة تيار اوسلو ( الاقتصادي ، التجاري ، تيار رجال الأعمال السياسة) ، هؤلاء لم يقولوا ان هذا السلام لا يعني إلا مزيدا من الاحتلال والاستيطان، هؤلاء كان السلام بالنسبة لهم هو تحقيق المنافع الاقتصادية المتبادلة مع الإسرائيليين ليحصلوا على الثراء الفاحش والسريع وكل هذا على حساب مصالح الشعب الفلسطيني واحتياجاته.
.... لقد كنت من الأوائل الذين أعلنوا عن الفساد في السلطة الفلسطينية ونددوا بهذا الفساد ـ" اوسلو مافيا! " ـ كما قلت . لقد كنت ايضا واحد من بين الشجعان الذين وقعوا على بيان العشرين في 20/12/1999 .
.... لقد قلت عن الانتفاضة هذه الثانية بأنها مثل كاس من الأكسجين لهذا الشعب الذي يريد ان يتنفس ويخرج من 7 سنوات من خيبة الأمل ومن التضليل والخداع والإحباط.
.... ايضا فقد كنت تعي ايضا مدى ضعف وهشاشة هذه الانتفاضة وبإمكانية استغلالها من قبل آخرين قد يستطيعون تجييرها لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية لصالحهم.
عرفت في حسام خضر دقة وحساسية اختيار المصطلحات والتعابير مثل قولك ـ بأن الشعب الفلسطيني لم يقوم بهذه الانتفاضة ويقدم التضحيات من اجل إعادة فتح كازينو أريحا ـ هذا الكازينو الذي هو مركز الفساد الفلسطيني كما انه مقر الشين بيت.
وعند الحديث عن حسام خضر ، فان الحديث الأكثر أهمية حوله هو قضيته الأولى قضية اللاجئين التي لا يمكن لاحد ان يزحزحه عنها ، انك أنت المدافع الأمين عن حق العودة للاجئين ، فأنت اللاجئ في مخيم بلاطة الذي لم تبرحه لا في سنوات الإبعاد والمنفى ، أنت يا حسام فهمت من البداية انك بأن نقطة الحسم والمعيار لعدالة أي اتفاقية سلام للشرق الاوسط هي قضية اللاجئين والاعتراف الصريح والمباشر بحق العودة لأنه جوهر القضية هي قضية اللاجئين.
يقولون بأن الحكومة الإسرائيلية ستقوم بتقديم تضحيات مؤلمة وذلك بناءا على الوضع الدولي وبناءا على توجهات السياسة الأمريكية في المنطقة، لكن هذه التضحيات المؤلمة لم ولن تشمل حق العودة فهو كالسكين المغروز في جرحهم، ان مشروعهم الصهيوني هو دولة لليهود فقط.
عندما عرفت بأن تيار اوسلو مستعد للتعاطي مع الاحتلال على أي مشروع وأية تسوية وان التنازل والتفريط في حق العودة بالنسبة لهم لن يشكل لهم أية مشكلة ضميرية، فقد قمت بإنشاء لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين ، كما كنت تعتقد بقوة بضرورة ان يكون هناك حركة مقاومة جديدة وحزب سياسي يقود نضال اللاجئين ويطالب بتطبيق حق العودة.
كنت تعلم جيدا انه في نهاية هذه الانتفاضة سيكون هناك مفاوضات وان هناك من سيقوم بالتفريط بحق العودة .... حسام ... إننا الآن في هذه اللحظة! واعتقالك هو أمر حتمي؟
الأحداث تتسارع على المستوى السياسي والدبلوماسي ، بقاءك في السجن أمر ضروري لهم ، انك كنت قد أزعجت الطرفين على طاولة المفاوضات وان كنت خارج السجن فانك ستملأ الدنيا صراخا من اجل الحفاظ على الثوابت الوطنية ، وستملأ الدنيا صراخا ضد المتعاونين والعملاء والمفرطين بالحقوق.
ومن هنا أود ان احزر الرهان الذي هو انه من بين اثنين من أعضاء المجلس التشريعي المعتقلين بصفة غير قانونية "أنت والبرغوثي" سيتم إطلاق سراح واحد منهم ، نعم لن يكون أنت ، ولن يكون ذلك خطأ.
أنا اعرف يا حسام ماذا ستقول لي : "أهم شيء للمناضل هو ان لا يغير قناعاته وان لا يخدع الناس الذين وضعوا ثقتهم فيه".
.... لقد تحدثت عن الحقوق وصلابة القناعة وعن أحلامنا والكرامة في الوقت نفسه هناك آخرون اختاروا إلا ان يعملوا الصفقات وتحقيق الأرباح معتقدين انهم محققين وهم القوة الموهوبة من الأعداء.
وهيا ننتظر الوقت الذي سنلتقي فيه في مخيم بلاطة ولاحقا في مدينتك يافا، إنني اقدم كل دعمي لك ولكل ما تناضل من اجله ، واعبر لك عن عمق صداقتي لك.
باريس في:
30/05/2003 بييرـ ايف سالينغ
ملاحظة : لقد تم توجيه هذه الرسالة الى عدد من أهم عناوين التضامن مع الشعب الفلسطيني من بينهم أعضاء في البرلمان الأوروبي وذلك من اجل التحريك باتجاه فعل تضامني مع المناضل حسام خضر ولما يرمز له ، اللاجئين والمعتقلين الفلسطينيين وكل ما يعاني منه الشعب الفلسطيني.
الرسالة الأصلية كتبت باللغة الفرنسية وقد قمت أنا جمالات أب ويوسف زوجة بييرـ ايف بترجمتها بتصرف فلم تفقد الرسالة مضمونها سوى فقط فروقات التركيب اللغوي.
|