New Page 1
الاعتقال والمعتقلون بين الاعتراف والصمود/ موسى ابو دويح
05/03/2010 06:14:00
كتب النائب الأسير حسام خضر كتابه "الاعتقال والمعتقلون بين الاعتراف والصمود"، مبينا فيه واقعا عاشه ويعيشه في سجون الاحتلال المتعددة، والتي تنقل فيها جبرا، وعاش في زنازينها المختلفة، وتعاقب عليه كثير من محققي المخابرات في كثير من مراكز التحقيق المنتشرة في طول وعرض أرض فلسطين.
يحاول حسام في كتابه الاعتقال والمعتقلون، والذي قدم له زميله في الأسر والنضال منسق اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر والأسرى الفلسطينين السيد تيسير نصر الله. يحاول حسام ان يضرب على وتـر قضية مهمة غاية الأهمية، بل هي أهم قضية من قضايا الاعتقال السياسي وهي ثبات المعتقل وصموده أمام المحققين،وعدم إدلائه بأي معلومات مهما كانت في نظره عديمة الفائدة أو فاقدة الأهمية أو عفى عليها الزمن، ومات أصحابها أو أبطالها منذ أمد بعيد.
وهذا أمر يعرفه كل سياسي جرب الاعتقال، فبمجرد أن ينزلق المعتقل ويتجاوب مع المحققين، ولو أعطوه قلما وورقا وقالوا له: اكتب ما تشاء، فبمجرد موافقته على ذلك يكون قد بدأ في السقوط وانتصر عليه المحققون، كالجدار تنزع من أسفله حجرا فما أسهل أن ينهار الجدار كاملا!
فحري بكل معتقل أن يعرف قضيته، وأن يحصر البحث والنقاش والتحقيق فيها، وأن لا يحيد عنها، وهذا من شأنه أن يجعل المعتقل كبيرا في أعين المحققين، وبذلك يزداد قوة وجرأة، وينتزع من روعه الخوف والرهبة من المخابرات وتعذيبها.
ولقد أجاد الكاتب في عنوان الكتاب –الاعتقال والمعتقلون بين الاعتراف والصمود-، حيث قارن بين اعتراف المعتقل القاتل، وبين صموده القاهر، فقال عن الاعتراف في الصفحة الخامسة:"وهز القناعات لإحداث الانهيار المدمر بالاعتراف أولا، والانسلاخ عن العمل الوطني الثوري ثانيا، واختيار النفسية تجاه التعامل وبالتالي الخيانة والتعاون معهم كمساومة ومقايضة على الحرية بدل السجن ثالثا". وقال عن الصمود في الصفحة الثالثة عشرة: "ويلعب الإيمان والذي هو هنا ماء الإرادة ودمها الساري وشحنتها، الدور الرئيس في خلق مناخات الصمود لتروي تربة الصبر، فلا يكون عندها سوى النصر حليف الأسير".
أما وصف الكاتب"لغرف العصافير" أو ما يسمى بغرف العار والاعتراف حيث قال عن عصافيرها: "يمثلون دورا هوليوديا ناجحا، يصلون جماعة ويأكلون جماعة وينامون ويقومون ويتهامسون ويتدارسون، بما يعيد الصورة المشرقة للسجون المتهالكة المتراجعة الآن، في واقعها التنظيمي الشريف... إنها خدعة يتعاون عليها رجال المخابرات والشرطة والخونة والأنذال."
حاول الكاتب في كل ما كتب أن يشد من أزر المعتقلين، وان يقوي العزيمة عندهم، وأن يجعلهم رجالا صامدين أمام المحققين، اسمعه يقول:وهل هناك أحلى وألذ من طعم الصمود؟؟ وهل هناك بالمقابل أمر وأخزى من طعم الهزيمة؟.
أما لغة الكاتب في كتابه فهي لغة فصيحة سليمة قوية، جزلة الألفاظ، وظهرت في كتابته المفاهيم الإسلامية كالعقيدة والإيمان وقصة يوسف وسجنه وقصة هابيل وقتله لأخيه، وأصحاب الاخدود والرسل والأنبياء والصحابة يقول في صفحة 23: "صمود نابع عن إيمان، وإيمان راسخ كالعقيدة في صدر المؤمن، قلب نابض بالعزة لا يعرف الخوف".
وختاما كتاب حسام خضر "الاعتقال والمعتقلون" كتاب يستحق القراءة ويحتاج إلى شرح وتفصيل حتى يكون في متناول الجميع وحتى تعم الفائدة، وحتى يكون منارة لكل السياسيين والمعتقلين على وجه الخصوص.
-موسى ابو دويح
الاعتقال والمعتقلون بين الاعتراف والصمود لحسام خضر
|