New Page 1
لا تستوحش الطريق لقلة السالكين ... يا حسام*- بقلم يوسف شرقاوي
16/06/2009 12:17:00
أخي حسام عندما خيرت ما بين أن اكتب عنك أو اكتب إليك، أخترت أن أكتب اليك، من موقع انني اعتبر نفسي صديقا صدوقا لك،فأنا أعرفك منذ أن أبعدك العدو الصهيوني عام 1988 لأنك كنت ابرز قادة الانتفاضة المباركة.
واذكر حينها أن طلب مني الشهيد ابو جهاد إدخالك الى المخيمات المحاصرة في بيروت مخيمي صبرا وشاتيلا. و اذكر ياحسام أنك تمكنت من التسلل الى داخل المخيّم مع الاخت كفاح العفيفي التي اسرت فيما بعد، بعد ان خاضت معركة بطولية في الجنوب اللبناني جرحت على اثرها واعتقلت في معتقل الخيام مع المناضلة اللبنانية سهى بشارة التي اطلقت النار على العميل انطوان لحد قائد جيش لبنان الجنوبي.
أخي حسام
رغم الحصار المحبوك ،إعلاميا ونفسيا بدقة حولك، انت تعلم وانا اعلم انه لايروق للفاسدين وللمفسدين وللمحتلين بنفس القدر أن تكون حرا لأنك اول من وقفت ضد الفاسدين والمفسدين والمحتلين وقلت في مداخلاتك تحت قبة المجلس التشريعي السابق أن الفساد والاحتلال وجهين لعملة واحدة،ولصدقك وانحيازك لصف المظلومين والمقهورين في الوطن،ولأنك حاولت جاهدا أن تضع حدا لعجلة النصب والوهم والعبث الداخلي والفلتان وصراع اللصوص والفاسدين في السلطة وعلى السلطة،ولأن الأغلبية الصامتة والصادقة من ابناء حركة فتح ،ومن ابناء الشعب الفلسطيني تعتبرك الأجدر والأصدق والأجرأ إن احسنت التدبير في أن تضع حدا لحالة إخفاق الاداء القيادي الذي نعاني منه،منذ توقيع اتفاق اوسلو سيء الذكر.
أخي حسام
أكتب إليك لأنك من القلائل الذين نحّوا جانبا مصالحهم الخاصة الضيقة، وغلبوا مصلحة الشعب العليا على ما عداها من مصالح فاستحقوا بذلك عن جدارة تسمية نواب الشعب، ان كنت نائبا أم لم تكن، فقد تكون الأقدر على استنهاض الأغلبية المغيّبة للمشاركة في صنع القرار السياسي، وبلورة رأيا عاما داخل حركة فتح، ونقلها من غياهب الفصائلية الى رحاب الوطنية الحقّة، لأن الفصائل أصبحت خطرا يهدد العمل الوطني فكل فصيل يريد تفصيل فلسطين على مقاس الفصيل ، وأنت اول من آمن أن فلسطين فوق الجميع واكبر من الجميع، رغم أن الأغلبية والأقلية بالنسبة لك لاتستند على الإطلاق الى ذلك التسطيح الميكانيكي،المستند الى إرضاء اولي الأمر وتكريس الخطأ كأمر واقع، بقدر ما كانت تستند الى التعبير الواعي والمبرهن عن مصالح الجماهير الشعبية العريضة بصرف النظر عن المفاهيم والتقسيمات المفروضة بحكم الأمر الواقع،وأنت المؤهل ببناء قيادة موحدة ،لأنك تؤمن بالشراكة في القيادة والمقاومة،وتؤمن بأن الديمقراطية بمعناها الأرقى تعني المشاركة في صنع القرار،ولصدقك لاتشارك الا شعبك في فقط في مشاريعك السياسية، ولا تترك أي مساحة للأعداء يتحركون فيها،كما قال عنك الصحافي الفرنسي الذي التقاك في مخيم بلاطة حينما ارسل رسالة باللغة الفرنسية قمت بترجمتها لك مع أخت لبنانية مناضلة،فحواها أن من مصلحة الفاسدين والمفسدين والإحتلال بقاؤك في المعتقل لما تمثل ولمن ثمثل،لأنك احد الضمانات القليلة في الدفاع عن حقوق شعبك بأن يكون له وطن تحت الشمس.
أنت ياحسام من القلائل لم تكن مدعوما ولن تدعم مستقبلا من قوى عالمية او قوى اقليمية، ولم ولن تفسدك بهرجة الإعلام لتصنع منك قائدا، فأنت الأقوى بين الجميع لأنك تتمسك بالقضية المركزية الأقوى قضية اللاجئين،لانك كنت ولا زلت وستبقى ترفض كل مشاريع ومعاهدات واتفاقيات الأعداء وحلفائهم المحلّيين التي تنقص من الحق المشروع والغير قابل للتصرف في عودة اللاجئين الى ديارهم التي طردوا منها عنوة وبالاكراه عام 1948 ورفض مشاريع التوطين مهما كان مسمياتها او الجهة التي تروجها، وخصوصا وثيقة جنيف وهي الأخطر على قضية اللاجئين منذ اغتصاب فلسطين عام 1948 كما قال عنها يوسي بيلين هي الانجاز الصهيوني الأكثر أهمية و مصلحة للمشروع الصهيوني.
حسام انت دائما والقلائل أمثالك يسلكون الطريق الأسلم والأفضل، للوصول الى يافا وحيفا وعكا، وسنبقى معا على نفس الطريق مهما كانت المعاناة والمشقّات والصعاب ورغم قلّة سالكيه فلا تستوحشه يا حسام ولن تستوحشه ابدا.
حسام لن أضيف الا كلمة واحدة
أهلا حسام
* إلى الأسير المحرر النائب السابق حسام خضر
1)
عبد القادر الشامي |
حسام خضر اسم عالق في الاذهان كرجل له مواقف دفع ثمنها غاليا
المقال فيه انصاف كبير له
تحيه للكاتب الشرقاوي
|
|
|