New Page 1
أنا .. وحسام خضر وسلام فياض/ بقلم رومل السويطي
31/05/2011 21:21:00
بينما كنت أتابع بريدي الإلكتروني، وما فيه من بيانات صحافية وتصريحات، لفت نظري تصريح لرئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين، وعضو المجلس التشريعي السابق الأخ النائب حسام خضر، يدعو فيه حركتي فتح وحماس إلى اختيار الدكتور سلام فياض، رئيس الوزراء الحالي، لتشكيل حكومة الكفاءات القادمة.
من وجهة نظري الشخصية- أدعم بشدة هذا التوجه، فهناك أهمية كبرى لبقاء الدكتور فياض في منصبه، بهدف المساهمة في إنجاز المصالحة الوطنية. وحين قال خضر أن دعوته هذه تأتي انطلاقا من أن فياض هو صاحب فكرة بناء دولة المؤسسات من أجل انجاز الاستقلال الوطني، خاصة أنه قطع شوطا كبيرا جدا في التأسيس لهذا التوجه، من حيث البناء الداخلي وتعزيز البنية الاقتصادية، فإن حديث الأخ خضر هنا لم يأتي من فراغ، كما أن أي شخص يعرف خضر يعرف أنه ليس من الباحثين عن المناصب، ولا يعرف "المداهنة" وكما يقول المثل الفلسطيني "اللي في قلبه على لسانه"، وبالتالي فإن دعوته تأتي من قناعات راسخة بما يطالب به. ولا شك أن د. سلام فياض بذل جهودا كبيرة في ظروف معقدة، ووصل الأمر به إلى أن يعمل وكأنه وسط حقل ألغام، ومع كل ذلك لم يثنه ذلك عن المضي قدما في تنفيذ المشاريع على اختلاف أنواعها. وإذا كانت هناك مشاكل معينة، فإن مردها يعود إلى ما تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات ومعوقات ومماطلات، وفي بعض الأحيان يعود إلى عدم تفهم بعض المسؤولين والقيادات وبضمنها من حركة فتح لوسائل د. فياض.
ولا شك لدي ولدى كل متابع، أن مواصلة د.فياض في ترأس الحكومة الفلسطينية سيحرج "إسرائيل"، وسيبقي على الدعم المالي والسياسي للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل التحريض الإسرائيلي والأمريكي ضد الحكومة القادمة بسبب مشاركة حركة حماس فيها.
والغريب في أمر المنادين بإبعاد فياض عن الحكومة أنهم لا ينكرون في جلساتهم المغلقة ما أنجزه الرجل خاصة في التقليل من فجوة الفساد الإداري والمالي، وبالتالي، وكما قال الأخ خضر، فلا داعي لكيل الاتهامات جزافا للدكتور فياض، خاصة وأن البعض ولا أقول الكل، ينادون بإبعاد فياض انطلاقا من "حسابات شخصية ضيقة وطمعا في استوزار أو غيره، خاصة أن اتفاقية أوسلو جاءت كحل اقتصادي أمني، وتطبيقاتها على الأرض أسست لفساد بلا حدود في الواقع الفلسطيني".
وكما كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة يوم 4/5/2011 فقد كان بالإمكان إعادة صياغة كلام من يكره الرجل "سلام فياض" ويقول مثلاً كثر الله خيره ويعطيه العافية لقد أعطى فلنعط الفرصة لغيره، وكان بالإمكان القول مثلاً ان رئيس الحكومة الحالي يجب أن يكون من غزة حتى يشرف على إعادة اعمارها، اما ان يتنطع البعض ويقول ثمة اتفاق على استبعاده او التكرم عليه بالبقاء كوزير للمالية لجلب المال فهذا كلام سخيف لا يليق بالرجل ولا بقائله.
لقد نجح د. سلام فياض أكثر من غيره في الحد من استشراء الفساد، عبر إطلاقه خطة بناء المؤسسات من أجل إقامة الدولة، وهذا ما قاله أيضا الأخ حسام خضر، وأنا أوافقه الرأي.
* رئيس تحرير شبكة إخباريات/ نابلس مدير مكتب صحيفة الحياة الجديدة في محافظة نابلس ekhbaryat@hotmail.com
|