New Page 1
ما بعد العدوان على غزة: بقلم حسام خضر
01/11/2009 13:44:00
لقد وفر الانفصال الجغرافي الفرصة الذهبية لحركة حماس لتطوير جهازها العسكري ومؤسساتها الأمنية الأمر الذي بات يشكل تهديداً لأمن إسرائيل أمام قدرة حماس على إدخال الأسلحة من الأنفاق وغيرها وتطويرها لمدى صواريخها محلية الصنع أو المدخلة، وزاد ذلك من دائرة الخطر والتهديد لقرابة 750 ألف مستوطن إسرائيلي حول قطاع غزة، كما ارتفعت نسبة هذا الخطر بعد الحرب العدوانية الإسرائيلية الثانية على لبنان وهزيمة إسرائيل أمام حزب الله، مما زاد من شعبية خيار المقاومة ورفع من معنويات الفصائل المقاتلة مثل حماس والجهاد الإسلامي وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب شهداء الأقصى في غزة وغيرها.
وأمام تدهور معنويات الجيش الإسرائيلي قتالياً وتهشم صورة الجيش الذي لا يقهر، وأمام إحراج حكومة
إسرائيل من استمرار إطلاق الصواريخ من غزة وعجزها الكامل عن وقفها، وتجاوباً مع طموح واضح بالمنطقة بضرورة إنهاء إمارة حماس ووقف تعاظم قوتها وضرورة الإسراع في وقف تسليحها، خططت إسرائيل لضربة عسكرية خاطفة، تضعف حركة حماس وتشتت قدرتها على تطوير أسلحتها محلية الصنع وتدخلها في شروط العملية السياسية من جانب، وتعيد للجيش الإسرائيلي قدرته على الردع وتستعيد معنوياته التي تدنت بشكل خطير اثر حرب تموز 2006 بلبنان.
غير أن قرار حركة حماس، ونظامها السياسي وجناحها العسكري، بالمقاومة والتصدي والصمود أعطى
حماس مصداقية عالية جداً على المستوى الشعبي، ويسجل هنا لبقية فصائل المقاومة دورها وتحديداً كتائب
شهداء الأقصى التي تعالت على جراحها ونهضت من تحت الرماد وأمام مصادرة أسلحتها، من قبل حركة
حماس، لتشارك جنباً إلى جنب وببسالة وبطولة وإبداع في معركة الدفاع عن شعبنا الفلسطيني البطل.
ولقد كان لمشاهد القتل والمجازر كبير الأثر في إثارة الشارع العربي والدولي مما خلق أوسع حملة تضامن مع قطاع غزة وحركة حماس والتي نجحت في تجنيد كافة وسائل الإعلام والفعاليات من خلال الحركة الإسلامية العالمية عالية التنظيم، فيما وقعت حركة فتح والسلطة والمنظمة في حرج كبير أمام عجزها عن فعل أي شيء علماً بأن من قاد الشارع في الضفة الفلسطينية وفي كل المدن هي حركة فتح.
لكن مقاطعة حركة حماس للمشاركة بجماهيرها ويأس المواطن الفلسطيني من جراء تداعيات ثقافة الانقسام
جعل ساحة الضفة هي الحلقة الأضعف في حركة التضامن مع قطاع غزة، مما دفع بحركة فتح إلى مزيد من
الإحراج، وأمام تصريحات غبية من قبل بعض العابثين والانتهازيين جنرالات الفضائيات، وأمام ممارسات
خاطئة هنا وهناك رافقت بعض التظاهرات من قبل أفراد في الأجهزة الأمنية وقدرة حماس والإعلام المجند
على إبرازها، وأمام عدم قدرة حركة فتح الرسمية والسلطة على اتخاذ قرار جريء بضرورة الاستنفار
جماهيرياً، فقد نجحت حماس في تعليق عجزها وخوفها عن النزول إلى الشارع على فتح والسلطة، ولم
يتسن لأي مواطن أن يتساءل أمام ذلك عن لماذا لم تنفذ حركة حماس أية عملية عسكرية واحدة في طول
البلاد وعرضها رغم دعوة خالد مشعل لتنفيذ عمليات عسكرية وتفجير انتفاضة جديدة تواكب كل هذا العنف
المستخدم بجنون الثأر ضد قطاع غزة من الآلة العسكرية الإسرائيلية.
صمد شعبنا في قطاع غزة رغم الدمار والقتل وعمليات التهجير المنظمة، وحصدت حركة حماس ثمار هذا
الصمود، متسلحة بأوسع قاعدة تضامنية فلسطينية في المهجر والمنفى وعربية ودولية، وبالطبع فان فشل
إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة ولاسيما وقف إطلاق الصواريخ ووقف إدخال، وليس تهريب، الأسلحة
إلى القطاع، فإن قوة حماس تعاظمت أكثر وأكثر، وبغض النظر عن الثمن الباهظ الذي دفعه شعبنا من شهداء وجرحى وتدمير كلي للبنية التحتية والمباني والمؤسسات، إلا أن شعبنا انتصر بصموده.
وبقناعتي إن الصمود البطولي لقوى المقاومة وفي مقدمتها حماس أدخلها في طور سياسي جديد وإن ظلت
قيادتها السياسية عاجزة عن النضج بمستواه، ويظهر هذا من عدم قدرة حماس على جني هذا النصر العسكري والتعاطي معه سياسياً، حيث راحت الحركة تتأرجح ما بين ردات الفعل العاطفية والخطوات السياسية المراهقة، مما أفقد الحركة وشعبنا طعم الانتصار داخلياً.
وبدلاً من أن يتوحد شعبنا بقواه السياسية على أرض المعركة، ومع اعتلاء بعض غلاة المتطرفين أثيرنا،
زادت الهوة ما بين فتح وحماس أكثر وأكثر، ولولا تدافع الوطنيين الغيورين نحو الوحدة الوطنية وإطلاقهم
المبادرات المسؤولة ودعواتهم للحوار وتحميلهم للطرفين المتخاصمين المسؤولية لتحولت الحرب الأخيرة إلى كجاءت الحرب الأخيرة على غزة لتكمل الحصار على شعبنا الفلسطيني، ولتضع حلا جذرياً ونهاية مأساوية لأوهام السلام، معرّية عملية التفاوض بشكل فاضح وغير مسبوق، ولتظهر الوجه الحقيقي والقبيح للاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وما يضمره من عداء للشعب العربي الفلسطيني دون أخذ لاعتبار مستقبل المنطقة أو مجمل عملية السلام.
فإسرائيل دولة حرب لا تعرف السلام ولا تعترف به، وكل ما يهمها أمن حدودها وأمان مواطنيها وسلامتهم،غير أن الحرب لم تشن على شعبنا من أجل هذا الهدف الإستراتيجي وحسب، إنما جاءت محصلة اعتبارات وسياسات وأهداف عديدة، منها معالجة أمر حماس من خلال إخضاعها لشروط اللعبة السياسية الجارية،وإجبارها على العبور بالممر التفاوضي المتاح والمحكوم لشروط اللاعب الإسرائيلي، وتقديم كل ما يلزم من تنازلات تتطلبها شروط الأمن والتفاوض الإسرائيلية، أي أن هذه الحرب شنت من أجل إنزال حماس عن الشجرة وتعجيل مراحل تساوقها مع العملية السياسية، واختزال الزمن للولوج من ثقب إبرة مراثون التفاوض الإسرائيلي المعروض والمسوق دولياً وعربياً بشكل لا يقبل التأويل أو حتى الرفض.
اختارت حماس، كحركة إسلامية، المقاومة نهجاً ووسيلة منذ عقدين ولعبت دوراً مؤثراً وفاعلاً في مقاومة الاحتلال، وأبدعت في هذا المجال متسلحة بتجربة المقاومة الفلسطينية المسلحة وتحديداً حركة فتح من حيث إعداد العنصر وبناؤه وتأهيله لخوض مقاومة طويلة ودامية، وسارعت إلى بناء جهازها العسكري القائم على الجاهزية والطاعة، وآلمت الاحتلال الإسرائيلي من خلال عشرات العمليات الاستشهادية النوعية المميزة، وظلت تشكل تهديداً حقيقياً لعملية السلام ما بعد أوسلو تحديداً، إلا أن طابع المقاومة تميز في هذه المرحلة بالمناكفة والموسمية شأنها في ذلك شأن بقية فصائل العمل الوطني الفلسطيني عبر مسيرتها الكفاحية وتحديداً اليسار.
مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 ، ورغم الضربات الموجعة التي لحقت بحركة حماس إلا أنها دخلت
الانتفاضة بقوة ولكنها تأخرت كثيراً عن حركة فتح والجهاد الإسلامي والشعبية والديمقراطية، وسرعان ما
تميزت حركة حماس بعملياتها النوعية لتعيد من جديد مرحلتها الذهبية التي خط ملامحها المهندس الشهيد
يحيى عياش بامتياز وإبداع، وقادت حماس إلى جانب شهداء الأقصى وسرايا القدس الفعل الاستشهادي
والشعبي المقاوم مراكمة بذلك تجربة فريدة نظراً للتناغم والتكامل ما بين قيادتها السياسية وجناحها العسكري .الأمر الذي لم يتوفر لحركة فتح.
ومع الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة نجحت حماس في تشكيل بنيتها العسكرية وطورت
من قدراتها وأساليبها القتالية، الأمر الذي منح حماس الشعور بحجم التعاطف والتأييد الجماهيري، مما
دفعها إلى تغيير مسارها التعبوي 180 درجة، من خلال موقف سياسي هو في حقيقة الأمر فتوى دينية لقيت المبرر والقناعة كما السمع والطاعة في صفوف عناصرها، ومن تحريم وتجريم أوسلو أو المشاركة في أي من إفرازاته، وجدت حماس نفسها وجهاً لوجه مع حقيقة واقع ضرورة المشاركة في العملية السياسية تحت سقف أوسلو الذي ازداد هبوطاً مع الأيام وتراجعاً في الشكل والمضمون والنتائج.
ومن أجل تبرير ذلك أمام عدم جرأة العقل السياسي الفلسطيني على ممارسة النقد أو الاعتراف أو حتى
المراجعة، فإن حماس أطلقت شعارات سياسية براقة تحتفظ بالمقاومة وترفض الاعتراف بإسرائيل أو عملية
السلام فيما هي تمارس ذلك عملياً على الأرض.
إلا أنها ومن أجل حفظ ماء وجهها أمام عناصرها من جانب واستجابة لمدها الجماهيري واستحقاقات هذا المد سياسياً ووظيفياً، دخلت الانتخابات التشريعية وفقاً لشروط «أوسلو » وقبلت بالتعاطي بنتائجها مع الإبقاء على خطاب سياسي عالي الوتيرة لا مكان له على أرض الواقع، مما أسقطها في تناقض ساقها إلى ازدواجية الخطاب السياسي من جانب والممارسة الجهادية من جانب آخر، وفيما أوقفت أي فعل مقاوم في الضفة الفلسطينية المحتلة أبقت المقاومة شعاراً يمارس من خلال صواريخ القسام التي نجحت حماس في تطويرها مع الأيام، ولم تبق حماس هذا الشعار إلا من أجل التمايز عن خط فتح وركام من فصائل م. ت. ف. العاجزة سياسياً والمفلسة كفاحياً وجماهيرياً.
وجاءت نتائج الانتخابات خارج أي توقع، مع أنني شخصياً كنت قد كتبت حول ذلك بعامين وخلصت
إلى نتيجة أن المستقبل السياسي لحماس، وأن حماس إذا ما قررت الدخول في العملية السياسية وخاضت
الانتخابات فإنها ستحقق نجاحا ساحقاً وستخط ملامح المستقبل السياسي الفلسطيني، وقد تشكل رافعة
للعمل الوطني والمؤسساتي إن تحررت من العقلية السياسية التقليدية المتوارثة والتي هي استنساخ مكرر لذات تجارب الفشل منذ مطلع القرن الماضي وأبعد إلى الآن.__
وإذ مس دخول حماس للسلطة من خلال حقها في تشكيل الحكومة العديد من أصحاب تيار أوسلو
الاقتصادي، فإن عراقيل كثيرة برزت أمام حماس على الأرض، تكاملت حلقاتها مع شروط المجتمع الدولي
واشتراطات إسرائيل، بضرورة الاعتراف بالعملية السياسية ومتطلباتها؛ من اعتراف بإسرائيل؛ والتخلي
عن الكفاح والمقاومة، أيا كان المسمى، هدنة أم صلح، الأمر الذي جعل من حماس عبئا اقتصاديا وسياسيا
واجتماعيا على الشعب الفلسطيني أمام رفضها المتناقض واقعيا.
ومع تنامي المصالح لدى أبناء حماس من السلطة وتراجعها لدى تيار أوسلو الاقتصادي، زادت حدة التناقض
وبرزت أجندات مختلفة أدت إلى صدامات كان هدفها دفع حماس على الفشل والتخلي عن السلطة أمام
المأزق السياسي والفقر الجماعي للشعب الفلسطيني، وبالتالي دفعها للقبول بانتخابات مبكرة لم تستعد فتح
لها بحكم عقلية القيادة التقليدية وخشيتها من نتائج العملية الديمقراطية داخلها، الأمر الذي زاد الأمور تعقيداً، وغيب مركزية القرار والقيادة في فتح، فاتحاً المجال أمام العابثين في مقدرات شعبنا على مذابح مصالحهم الشخصية وحماية لمصدر رزقهم غير المشروع الذي كانت توفره هوامش الفساد في السلطة، مما أدى إلى صدام على الأرض نجحت حماس في حسمه عسكرياً لصالحها، وهو ما أودى بالنظام السياسي الفلسطيني وهدد شرعيته ومصداقيته في ذات الوقت، وأدى هذا الحسم نهاية إلى انقسام سياسي حاد ما بين مؤسستي الرئاسة والمجلس التشريعي وخلق نظامين سياسيين متعارضين في الأهداف ومتناقضين في التوجهات والمنطلقات والدوافع، رافقه ثقافة جديدة على شعبنا ومجمل القضية الفلسطينية، اتسمت برفض الآخر المختلف وتجريمه والعمل على إقصائه بشكل فج وسافر وغير مسبوق. وغني عن البيان أن الانقسام أدى إلى تعزيز أهداف إسرائيل في رؤيتها للسلام وممارسته من خلال انقسام جغرافي حاد، وهو ما وفر أفضل فرصة للاحتلال كي يستمر في مشاريعه الاستيطانية التوسعية، وأعطاه المبرر القوي للتنكر لمجمل عملية السلام واستحقاقاتها وكذلك الاستفراد في فرض إرادته على السلطة من أجل مزيد من تنفيذ التزاماتها الأمنية دونما أي مقابل يذكر حتى على مستوى فتح حاجز صغير مثل حاجز بيت
إيل قرب رام الله.
هذا الانقسام غذى فضول حماس وغرورها ودفعها للمضي في مشروعها السياسي القائم على شعارات
المقاومة في بقعة جغرافية انسحب منها الاحتلال، من جراء الثمن الباهظ الذي دفعه من تصاعد المقاومة،
دون شروط تذكر، مكتفياً بفرض الحصار والإغلاق على معابر حدود قطاع غزة، كمحاولة أخيرة لإخضاع
حماس لشروط اللعبة السياسية غير المتكافئة في المنطقة بعد أن قبلت حماس للمشاركة فيها وفقاً لسقف أوسلو الهابط سياسيا ووطنيا.
ولم تمارس حماس أي دور عسكري يذكر في الضفة الفلسطينية المحتلة، أو حتى داخل فلسطين المحتلة كتذكرة عبور إلى المسرح السياسي، تحت تبرير واهي كشف مدى هشاشة بنيتها العسكرية، متخذة ذريعة تحمل السلطة في رام الله المسؤولية الكاملة عن تفكيك خلاياها العسكرية وضرب بنيتها التحتية ومصادرة أسلحتها وكأنما حماس هي فصيل صغير يعتمد في بنيته على عدة خلايا محصورة هنا أو هناك، ومن أجل تبرير قرارها المبيت بعدم المقاومة خارج غزة، راحت حماس تغذي الاعتقاد لدى عناصرها بأن عدوها الأساسي فتح مثلما راحت فتح في المقابل تعلق عجزها التفاوضي وفشلها في التصدي لمخططات الاحتلال على حماس، وهكذا أوجدت كل من حركتي فتح وحماس عدوا افتراضيا لها من أجل تبرير عجزها وقصورها في كافة البرامج.
وعلى هامش هذا العجز وأمام تهويل المخاوف وتضخيمها تداعت المآسي على شعبنا من اعتقال وقتل وإطلاق رصاص، وإغلاق مؤسسات، ومصادرة ممتلكات، وحرق ونهب وسلب، وتدمير، وتكميم أفواه وقمع
حريات، لتنتج كل من السلطتين أبشع الممارسات البوليسية القمعية في حق أبناء شعبها، الذي مزقه الانقسام رغما عنه، مما وفر الفرصة لخلق ثقافة جديدة تتنافى مع ثقافة الشعب الفلسطيني القائمة على المحبة ارثة وطنية جديدة، إذ لا معنى للانتصار في ظل الانقسام.
وبالمحصلة يمكن الاستنتاج والوقوف على العديد من الحقائق والنتائج التي أظهرتها الحرب العدوانية على غزة والتي ستترك آثارها السياسية على الوضعين الفلسطيني والإسرائيلي وقد تمتد لتطال بأثرها البعدين الإقليمي والدولي وأبرزها:
-1 تأكد وبما لا يدع مجالا للشك أن إسرائيل لا تريد سلاما مع الفلسطينيين ولا تعترف ولن تعترف بالحقوق السياسية للشعب العربي الفلسطيني.
2 - هشاشة وخداع شعار الأرض مقابل السلام لأن إسرائيل لا تمارس سوى نظرية الأمن مقابل الاستسلام،
وما وإصرارها على سياسة التوسع الاستيطاني والمصادرة والتهويد في القدس إلا دليل قاطع على صوابية
هذا الاستنتاج.
- 3 تراجع خيار التفاوض والسلام أمام خيار المقاومة خصوصا أن خيار التفاوض لم ينجم عنه أية نتائج سياسية
يعتد بها بل إن التفاوض في ظل الاستيطان والعدوان على شعبنا في الضفة وغزة هو العبث بعينه.
- 4 تعزيز قوة حماس على الأرض وإعدادها لقيادة الشعب الفلسطيني سياسياً على المدى السياسي المنظور.
- 5 استعداد حماس للدخول في صفقة حوار مع فتح من أجل تقاسم الأدوار والمشاركة في قيادة م. ت. ف
وسلطة الحكم الذاتي وبشكل أكبر مما كانت لترضى به قبل الحرب.
- 6 إن حماس بعد الحرب هي غيرها حماس ما قبل الحرب، حيث يبدو أن التيار البراغماتي داخل حماس
بات يتعزز؛ الأمر الذي سيقود الحركة إلى هدنة طويلة الأمد واستعدادها للدخول في مفاوضات مباشرة
وأسرع مما هو متوقع.
- 8 اكتساب حماس الشرعية الثورية إلى جانب شرعية صندوق الانتخابات سيفتح الأبواب أمامها فلسطينياً
وعربياً ودوليا، وهناك أصوات بدأت تتعالى على المستوى الدولي تطالب المجتمع الدولي بتخفيف
الاشتراطات على حماس ورفع الحصار عن غزة.
9 - توفير المناخات لنشوء حركات أكثر راديكالية على الصعيد الفلسطيني مثل تنظيم القاعدة وحزب الله
الفلسطيني وغيرهم والذين سيدخلون كلاعب رئيس في الملعب السياسي الفلسطيني قريباً.
- 10 زيادة التطرف لدى الشارع الإسرائيلي الأمر الذي أدى إلى دخول اليمين إلى الحكم والسلطة مما سيدفع في مسار التسوية السياسية إلى الخلف أمام خيارات الحرب والعدوان.
- 11 وإن استمرت الصواريخ في ضرب المغتصبات الإسرائيلية إلا أن هذه الحرب أظهرت مدى عجز تشكيلات المقاومة الفلسطينية وتحديداً حركة حماس عن المستوى المروج له إعلامياً، ويظهر ذلك جلياً في حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالإسرائيليين أثناء الحرب البرية مما يقتضي إعادة النظر في الأساليب والاستراتيجيات المتبعة.
12- أن هذا العدوان الإسرائيلي ما كان ليكون بهذه الوحشية لولا حالة الانقسام السياسية والجغرافية والتي أعادت قضيتنا إلى المربع الأول وشعبنا إلى كارثة وطنية جديدة. الأمر الذي يتطلب تجاوز حالة الانقســـام دون إبطاء أو مماطلة لإغلاق الثغرة التي فتحت في جدار الوحدة الشعبية والوطنية والاجتماعية الفلسـطينية التي كانت وستبقى طوق النجاة للمشروع الوطني وشرطا ضروريا لتحقيق الأهداف الوطنية المشروعة.
-13 إن الخيار الديمقراطي هو الخيار الأسلم والأكثر ضمانة لشعبنا، والانضباط إلى هذا الخيار يعني أنه لا
بد من احترام التعددية السياسية والفكرية والثقافية والإقرار بالتداول السلمي للسلطة أياً كانت نتائج
الانتخابات، وبالتالي يجب التوافق على حكومة وحدة وطنية تعد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في
أسرع وقت، وبما لا يتجاوز التاريخ المستحق انتخابيا.
-14 أظهرت هذه الحرب مدى حجم التواطؤ الرسمي العربي والدولي ومدى الانحياز لصالح إسرائيل المعتدية التي تجاوز جنون عدوانها كل تقدير ممكن. لكن الوجه الآخر المشرق للتواطؤ الرسمي هو حركة التضامن الواسعة شعبيا والتي تعكس تحولا في اتجاهات الرأي العام ضد إسرائيل والتي تمثلت في تزايد الدعوات على الساحة الدولية بشكل كبير لمقاضاة القادة العسكريين الإسرائيليين بتهم ارتكاب جرائم حرب وانتهاك اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني بشكل سافر.
إن إفرازات هذه الحرب وتداعياتها على حماس وفتح والقضية الوطنية الفلسطينية والصراع الفلسطيني مع
الاحتلال الإسرائيلي لن تتوقف، وما أشبه اليوم بالبارحة، ولسوف يعاد إنتاج التاريخ الفلسطيني على نحو
جديد دون قدرة أو جرأة على قراءة موضوعية أو استفادة من تجارب أو استخلاص العبر، أو ممارسة نقدية
لحقبة سياسية هابطة ومدمرة عصفت بمجمل نضالنا وكفاحنا وارثنا الوطني.
وإن ما يمكن التنبؤ به هو انتفاضة فلسطينية أكثر عنفاً ودموية كرد على ثقافة الانقسام وإفرازاتها البشعة وعلى الاحتلال وممارساته العدوانية؛ مما سيترك المجال واسعاً لتغييرات نوعية في الواقع الفلسطيني وتركيباته السياسية وربما تمتد لتطال الواقع العربي والإقليمي.
1)
هلا ذياب |
اتفق مع تحليلك استاز حسام وعمقه واحيي موضوعيتك |
|
2)
وليد سلمي |
نحتاج امثالك في كل شيء اخ حسام خضر
احييك على موضوعيتك وعمق تحليلك وصدق انتماءك لفلسطين الوطن والشعب والقضيه
|
|
3)
عوني العريان |
اتفق مع رؤيتك الثاقبه الحرب تهدف الى تكريس الانقسام وتعميق الجرح في الجسد الفلسطيني كما تهدف الى تفريغ القضيه من مضامينها الوطنيه والتحرريه وتحويل الكيانين الى ادوات بيد الاحتلال حفاظا على المكاسب والمصالح الجزبيه والشخصيه |
|
|