New Page 1
حسام خضر: ما يحدث من اقتتال داخلي فضيحة كبرى بحق تاريخنا ونضالنا ومقاومتنا.
05/12/2004 16:07:00
قال حسام خضر رئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، من داخل سجنه في عزل بئر السبع، أن ما يحدث من اقتتال فصائلي بين فتح وحماس مخجل ومخز وفضيحة كبرى بحق التاريخ والنضال والمقاومة.
وأضاف خضر أن التاريخ لن يرحم كل من ساهم وشارك في هذه الفتنة التي تطل علينا برأسها القبيح، والأجيال الفلسطينية لن ترحم كل من يسعى لهذه الفتنة التي ستحرق الأخضر واليابس، والتي ستطيح بكل الإنجازات والبطولات الوطنية والسياسية التي حققها شعبنا طوال القرن الماضي وتضعها في مهب الريح.
ماذا سنقول لشهدائنا وجرحانا وأسرانا، ماذا سنقول لياسر عرفات ودلال المغربي وأبو جهاد والياسين والرنتيسي والشقاقي وأبو علي مصطفى.
رسالة إلى حماس
ووجه خضر نقده الشديد لقيادة حماس بقوله، لقد انتخبكم شعبكم على قاعدة الإصلاح والتغيير، وليس الاجتثاث والإحلال، وأضاف " انظروا ما يجري في العراق جراء سياسة قمع البعث وجماهيره، هذا نموذج واضح وصارخ، على قادة حماس أن يتحلوا بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية والدينية أمام الله والشعب، والكف عن التحريض اليومي الذي أصبح منفرا، حيث بدأت الناس تتململ من خطب الجمعة التي لا تثير إلا الفتن، وتحرّض على من يخالف حماس أو الحكومة، والتعامل على أن الحكومة هي حكومة ربانية، هذا شيء لم يكن يصدّق ولا في أحلامنا، لا يوجد حكومة ربانية وحكومة شياطين، هناك حكومة وهي خاضعة للشعب والشعب يحاسبها. ولا يوجد من هو معصوم عن الخطأ إلاّ الأنبياء.
وقال خضر أن الشعب الفلسطيني كان يعقد آمالاً كبيرة على حماس بأن تعطي نموذجا مختلفا، نموذج إصلاح حقيقي، ونموذجا راقيا في التعامل مع الشأن الداخلي، والبحث الجدي عن قواسم مشتركة، على حماس أن تكون أكثر وضوحا فيما يخص البرنامج السياسي، هل هو برنامج تهدئة أم برنامج مقاومة أم برنامج تسوية، وان كان برنامج مقاومة فأين المقاومة، وان كان برنامج تهدئة فأين التهدئة، وان كان برنامج تسوية فأين التسوية، إننا نعيش في فراغ في الرؤى، وغزارة في الحديث الفارغ الذي سيدمر المشروع الوطني والقضية الفلسطينية.
رسالة إلى فتح
ووجه خضر انتقادا لاذعا لحركة فتح، التي لا زالت تتصرف وكأنها حزب حاكم، فبدت وكأنها هي التي تفرض الحصار على الحكومة من خلال إخفاقها الإعلامي في توضيح موقفها السياسي والحركي، فكل ناطق إعلامي يعطي موقفا مختلفا عن الآخر، على فتح أن تعيد قراءة الواقع بعد الانتخابات وان تحدد الأولويات والبرامج، لقد فشلت كل محاولات التوصل إلى تسوية مع الإسرائيليين، ولم تفلح كل الجهود لولادة دولة فلسطينية، بل أن هذا العالم الظالم وقف متفرجا على حصار الشهيد ياسر عرفات، وخيّم صمت رهيب حول ملابسات استشهاده.
وقال خضر على فتح أن تعقد ورشة عمل كبرى داخلية، وتعزز العمل الديمقراطي داخلها لانتخاب قيادة قادرة على التفاعل مع المستجدات التي طالت النظام السياسي الفلسطيني برمته، فالمحاولات التي تقوم بها الحركة في إجراء انتخابات تنظيمية في الشعب والمناطق والأقاليم هي محاولات جادة يجب أن تلقى الدعم والتأييد من كافة أبناء الحركة وكوادرها ولجنتها المركزية، فهي البديل لسياسة التعيين التي عطلت النهج الديمقراطي الحركي لسنوات طويلة، وانتقد خضر تشكيل لجان الساحات واعتبرها انقلاب على الديمقراطية الفتحاوية والانتخابات الحركية، ودعا فتح أن توقف كافة أشكال التحريض ضد الحكومة وضد حركة حماس ووقف الخطف، وتغليب لغة العقل بدل لغة الرصاص، وعلى فتح أن تعطي برنامجا سياسيا مقنعا للناس، كبديل في الانتخابات القادمة، عليها أن تترك حماس تقود الحكومة أو تشاركها في القيادة ضمن برنامج للقواسم المشتركة، وعلى اللجنة المركزية أن تسمعنا صوتها المغيب في هذه المرحلة إلاّ من رحم ربي، كأن الأمر لا يتعلق بتاريخ شعبنا وتاريخ الحركة، أين أعضاء اللجنة المركزية الذين كانوا يطلون علينا صباح مساء على شاشات الفضائيات، لماذا لا نسمع لهم صوتا هذه الأيام.
على فتح أن تدرك أن حركة حماس شريك، وهي الحزب الحاكم الآن، ولا يجوز القفز عن هذا المتغير الهام والاستراتيجي لان القفز عنه يعني التصعيد والاقتتال والحرب الأهلية التي لن ترحم أحدا.
أين القرار الفلسطيني المستقل
القرار الفلسطيني الذي خاضت الثورة الفلسطينية الكثير من المعارك الدبلوماسية والعسكرية من أجل تثبيته لم يعد قرارا فلسطينيا مستقلا، بل قرارا فئويا عشائريا انه قرار إقليمي ودولي، ومن المعيب أن تشكيل حكومة وحدة وطنية تتطلب موافقة عواصم عديدة في العالم.
من المعيب أن تتحول قوى المقاومة إلى جنود لخدمة التوجهات الدولية المشبوهة من المعيب أن نقوم بمنح الإسرائيلي هدنة لكي نتفرغ للانقضاض على بعضنا البعض.ولكي يضاعف هو من المصادرات والاغلاقات والاعتداءات واستكمال جدار الفصل العنصري.
لا غالب ولا مغلوب الجميع خاسر
وقال خضر " للأسف صوت العقل مغيّب الآن وصوت الدم والرصاص أعلى من صوت العقل، وصوت الفتن أعلى من صوت السلم الاجتماعي، وصوت الاجتثاث أعلى من صوت التوافق والمشاركة" .
وشدد خضر على أن الصراع الدامي الذي يحتدم يوما بعد يوم لا غالب فيه ولا مغلوب، متى ستقتنع فتح بأن حماس لاعب أساسي في النظام السياسي الفلسطيني، ومتى تقتنع حماس بان فتح مكون أساسي وعمود داخل الخيمة الفلسطينية، لا إمكانية لأحد أن يجتث الآخر أو يغيّبه أو يلغيه، هل هذه الحقيقة البسيطة تحتاج من فتح وحماس إلى شلال من الدماء ليتم استيعابها، ما ذنب الأولاد والأطفال وأئمة المساجد والشيوخ والمناضلين والمجاهدين ليزج بهم في معركة ليست معركتهم؟؟
وقال خضر " اتقوا الله في شعبكم أو ارحلوا".
أين دور المجلس التشريعي؟؟
لقد جلدنا أنفسنا في المجلس التشريعي السابق كثيرا، وكنا نحاول دائما أن نلعب الدور الذي منحنا إياه شعبنا، ومن أجل تكريس أهمية الديمقراطية ومكانة المجلس خضنا المعارك، وكنا كمن يحفر بالصخر، ولكن المجلس السابق لعب أدوارا حاسمة في الاستقرار السياسي والسلم الأهلي، ولكن وللأسف هذا المجلس الحالي، يقف عاجزا مشلولا لا يستطيع حتى أن يحدد موعد لجلسة طارئة، وللأسف طغت عليه الفصائلية، ولم يقم المجلس التشريعي بمساءلة أي وزير، فهل هذا مقصود، ومن الجهة التي تتحمل المسؤولية. وقال نحن نتفهم أنه يوجد في سجون الاحتلال الإسرائيلي عدد من أعضاء التشريعي ولكن هذا لا يعني تعطيل دور المجلس وشل إرادته.
المطلوب للخروج من النفق
وقال خضر أن المطلوب ليس شيئاً عبقريا، أو مستحيلا، المطلوب من فتح وحماس والشعبية والجهاد الإسلامي والديمقراطية وحزب الشعب والمبادرة وفدا والنضال الشعبي والصاعقة والطريق الثالث والقيادة العامة وجبهة تحرير فلسطين والعربية وكل مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الشبابية والنقابات والمستقلين الجلوس على طاولة حوار وطني للعمل على تحديد خطة الخروج من النفق المظلم، والتي يمكن أن تكون كالتالي: (1) تحديد رؤية سياسية واحدة عبر برنامج قواسم مشتركة (2) تحديد الآليات العملية لترجمة هذا البرنامج(3) التوافق هو الركيزة العملية لأي خطوة تخطوها قوى شعبنا وليس الصراع.
نداء الأسرى
وفي نهاية رسالته وجه خضر باسمه وباسم كافة الأسرى نداءً عاجلا لكل أبناء شعبنا المخلصين للخروج للشوارع والتظاهر ضد الاقتتال، لان الضمانة الحقيقية هي الشعب الذي هو اكبر من كل التنظيمات ومن كل المشاريع ومن كل التحالفات الإقليمية والدولية.
|