الصفحة الرئيسية

 

انضموا الى صفحة الفيسبوك

   *   علاقة حركة حماس بالإخوان المسلمين بعد تولي الأخيرة الحكم بمصر من خلال سلسلة من الاحداث بين الفريقين (طلبة تخصص الاعلام بجامعة النجاح الوطنية نموذجا) إعداد أنوار ايمن حاج حمد    *   في لقاء مع جريدة القدس الفلسطينية    *   الاحتلال يفرج عن النائب حسام خضر بعد اعتقال دام 15 شهرا    *   من كل قلبي اشكر كل من تكبد عناء السفر وجاء ليهنئني في تحرري من الاسر ويشاركني فرحة الحرية    *   تهنئ لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين جماهير شعبنا الفلسطيني بالإفراج عن:    *   أتوجه لكم يا أبناء شعبنا الفلسطيني البطل أنا حسام خضر ..    *   حسام خضر الفتحاوي العنيد .. يتوقع إنتفاضة ثالثه..و يشاكس الحريّة.    *   تجديد الاعتقال الإداري للمرة الثالثة بحق النائب الأسير حسام خضر 6 أشهر أخرى .    *   

لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين

مركز يافا الثقافي

الحرية للأسير القائد حسام خضر


ليلة الإعتقال


للنكبة طعم العلقم في حلوقنا


خاطرة من وحي الاعتقال


موت قلم


لا يوجد تصويتات جديدة حالياً نتائح آخر تصويت

هل تتوقع اتمام المصالحة بعد انتخاب الرئيس المصري الجديد محمد مرسي؟

نعم: 36.84 %
لا: 31.58 %
لا أعرف: 31.58 %

التصويت من تاريخ 04/08/2012
الى تاريخ 04/12/2012
مجموع التصويتات: 57

مقالات
New Page 1

ابن تيمية وأمثاله ماتوا، ونحن نريد أن نعيش! نادية عيلبوني

25/08/2009 23:55:00

   

ما هو  المبرر الذي يدفع بحركة حماس لتصفية شركائها في  الايديولوجيا السياسية والدينية التي نشأت عليها؟ ،فالسلفية الجهادية هي جزء لا يتجزأ من منهج الإسلام السياسي ،الذي تربت عليه حركة حماس وكافة الحركات الأصولية  المنتشرة كالفطر في البلاد العربية.وهي كانت ولا تزال تنهل من مصادر ومرجعيات دينية أكل عليها الدهر وشرب، وباتت لا تصلح إلا كمصادر للتأكيد على العزلة التي عاشتها  الثقافة العربية والإسلامية عن العالم في فترة من فترات تاريخها . الأب الروحي هو واحد سواء لتنظيم السلفية الجهادية أو لحركة حماس ، فكلاهما اعتمد على استنطاق الأجداث وأحياء العظام وهي رميم من خلال ما انتجه  الشيخ ابن تيمية قبل أكثر من 800 عاما وما نظر له من انحطاط حضاري وتخلف فكري وأخلاقي وديني، وما دبجه من الكتب الكثيرة التي تؤكد جميعها على فقر معرفي فرضته عزلة المجتمع الإسلامي في حقبة سوداء من تاريخه عن العالم، وعن كل منتجاته المعرفية والثقافية  .

 جميع هؤلاء تربوا على يد معلم واحد .ونحن لا نعرف بعد ما هو الخلاف الذي يؤدي بكل هؤلاء إلى الاقتتال وإلى ممارسة الجريمة بحق بعضهم البعض،  سوى أنهم تربوا على فكر إجرامي من حيث المنطلقات والأصول ؟

ولنا أن نتساءل أمام مشاهد القتل والعنف المتوالية التي ترتكبها حركة حماس في قطاع غزة ،  ألا يدل هذا الأسلوب  على أن حركة حماس تتبنى الفكر الداعي إلى الجريمة الذي أسس إليه الشيخ ابن تيمية؟

أجل ، أنه كذلك فمن خلال العودة إلى ما نظّر له هذا الشيخ الذي صبغ الإسلام بجهالته، و بعقده النفسية العدوانية إزاء الاختلاف ، سنتعرف على أسس الاستبداد الفكري والسياسي والاجتماعي الذي تتبعه حركة حماس والحركات الأصولية جميعها. فقد وقف هذا الشيخ   ضد المعارف والعلوم والفلسفات في الثقافات العالمية الأخرى، وهو الذي نظّر للعزلة والوحشية . وهو الذي كفّر كل محاولات تجديد  البحث المعرفي والعلمي والأخذ بمنتجات الإنسانية ، تماما كما وقف موقفا يتسم بالعنف والجريمة ضد المذاهب الإسلامية غير السنية، وضد أبناء الديانات الأخرى ،وضد كافة أشكال  التنوع الاجتماعي الذي لم يحاول المسلمون المتنورين القضاء عليها أو التقليل من شأنها ، بل نهلوا من تلك الثقافات والفلسفات التي أغنت الثقافة الإسلامية ومدتها بأسباب الاستمرارية والحياة.

ليس المطلوب فقط إدانة الجرائم التي ارتكبتها حماس ، بل المطلوب وبصورة ملحة  فضح المرجعيات الدينية التي نظرت للعنف والجريمة تحت وابل من تخرصات الدعاوى الدينية التي تسمى فتاوى أهل العلم. لا يجوز المرور على الأسس الفكرية للجهل والجهالة التي أسس لها أمثال ابن تيمية وغيره ، فأمثال هؤلاء الذين  لا يزالون يحملون صفة المقدس، والذين يتحكمون بحياتنا من قبورهم ، ينبغي فضح تفكيرهم الإجرامي والعنصري والمتخلف .وبغير تلك المراجعة لهذه المنظومة المتعفنة للفكر الظلامي الذي يريد أن يفرض نفسه ويحكم بالقوة،  لا يمكننا هزيمة هذه الجماعات ولا يمكننا الوقوف في وجهها .

 لا يمكننا الادعاء بأننا طلاب حرية ونحن نغض النظر عن تفكير الاستبداد الذي يحتقر الإنسان وكرامته . لا بد لنا من إعادة النبش في التاريخ الإسلامي دونما وجل أو خوف أو تردد، إذا ما أردنا عدم تكرار ظهور مثل هذه الآفات التي تعيق تقدم مجتمعاتنا . لا يمكننا التقدم ونحن نعتبر المساس بما يدعى رموزا تاريخية أو دينية ،شيئا محرما لا ينبغي الاقتراب منه ، فابن تيمية مثل غيره من البشر ، هو شخص غير معصوم ولا يحمل أية قداسة فيما نظّر له أو ادعاه، إلا لدى الجهلة ومحتقري العلم والمعرفة . ولعل الجبن لا يفيد في تلك الحالة ، فالعالم المتقدم لم يصل إلى ما وصل إليه من معارف وعلوم ، إلا بعد أن نبش في تاريخ المقدس، وانتقد الفكر المؤسس على الخرافات الذي كان يعيق نهضة هذه الأمم.

لا بد من مراجعة فكرية وعقلانية لتاريخنا والوقوف موقفا نقديا منه، ولا بد لنا من الصراخ عاليا في وجه هذا الإرهاب المتسلح بأكاذيب وادعاءات من القرون المظلمة .

ولعل ترميم كرامتنا الإنسانية المجروحة ، يحتاج إلى الكثير من الأنفة التي تجعلنا نبتعد عن  أن نكون نسخة مكررة وبائسة  عن صورة  إسرائيل التي تريد تهويد دولتها . إسرائيل لا يجب أن تكون نموذج لنا في بناء الدولة  ، إلا إذا كان البعض عندنا يعتبر  أن كل تخرصات إسرائيل الدينية حقيقية، وتستحق أن تكون نموذجا لنا.

لقد آن لنا أن نخرج من أساطيرنا لنعيش في هذا الزمن  الذي تمكن أصحابه الشجعان من السيطرة على حياتهم من خلال خروجهم من تحت عباءة المقدس ، وعباءة  الأساطير ومؤسسيها ومريديها .وهذا الخروج لا يمكن أن يتحقق ونحن نسمح لساكني القبور في التحكم في حياتنا الحاضرة .

لا شيء غير المراجعة الجريئة والعميقة لتاريخنا الذي لا زلنا نصبغ عليه صفات ما أنزل الله بها من سلطان. ومثل هذه المراجعة هي ستجعلنا قابلين للاستمرار في هذا العالم ، وهي التي ستجعلنا   نتيقين بأن الشيخ ابن تيمية وأمثاله  ماتوا وماتت معهم رؤاهم وتنظيراتهم ومريديهم وأزمنتهم ، ويجب أن لا نسمح بأي حال من الأحوال، لهؤلاء من حرماننا العيش  في زمن الحرية وزمن العلم والمعرفة.

صحافية فلسطينية مقيمة في فيينا

        



جميع الحقوق محفوظة ماسترويب 2009
Email