الصفحة الرئيسية

 

انضموا الى صفحة الفيسبوك

   *   علاقة حركة حماس بالإخوان المسلمين بعد تولي الأخيرة الحكم بمصر من خلال سلسلة من الاحداث بين الفريقين (طلبة تخصص الاعلام بجامعة النجاح الوطنية نموذجا) إعداد أنوار ايمن حاج حمد    *   في لقاء مع جريدة القدس الفلسطينية    *   الاحتلال يفرج عن النائب حسام خضر بعد اعتقال دام 15 شهرا    *   من كل قلبي اشكر كل من تكبد عناء السفر وجاء ليهنئني في تحرري من الاسر ويشاركني فرحة الحرية    *   تهنئ لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين جماهير شعبنا الفلسطيني بالإفراج عن:    *   أتوجه لكم يا أبناء شعبنا الفلسطيني البطل أنا حسام خضر ..    *   حسام خضر الفتحاوي العنيد .. يتوقع إنتفاضة ثالثه..و يشاكس الحريّة.    *   تجديد الاعتقال الإداري للمرة الثالثة بحق النائب الأسير حسام خضر 6 أشهر أخرى .    *   

لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين

مركز يافا الثقافي

الحرية للأسير القائد حسام خضر


ليلة الإعتقال


للنكبة طعم العلقم في حلوقنا


خاطرة من وحي الاعتقال


موت قلم


لا يوجد تصويتات جديدة حالياً نتائح آخر تصويت

هل تتوقع اتمام المصالحة بعد انتخاب الرئيس المصري الجديد محمد مرسي؟

نعم: 36.84 %
لا: 31.58 %
لا أعرف: 31.58 %

التصويت من تاريخ 04/08/2012
الى تاريخ 04/12/2012
مجموع التصويتات: 57

مقالات
New Page 1

في الانهيارات والانتصارات والتحالفات... وارتفاع سقف التوقّعات

26/09/2009 20:24:00

أ.عدنان السمان

www.samman.co.nr

    إذا كانت السياسة هي فن الممكن -كما يقول كثير من السياسيين- فإن عوامل كثيرة تتحكم في هذا الفن وتحكمه، وتتحكّم في سقف هذا الممكن، وفي جدرانه، وفي أرضيته أيضًا.. إذ لا يُعقَل أن تخوض أمةٌ مقطّعةُ الأوصال (ممثَّلةً في شراذم متناحرة) معارك وحروبًا مصيرية بدون إعداد أو استعداد، وبدون أن يكون لها يدٌ في التخطيط لهذه المعارك والحروب، أو تحديد زمانها، ومكانها، والأهداف المرجوّة منها؛ فتخرج منها خاسرة.. وتخرج اشدَّ خسارة من المعارك السياسية التي تعقبها بطبيعة الحال، ثم يأتي مِن رجالها مَن يقول: هذا ما استطعنا تحقيقَه! وهذا ما استطعنا إنقاذَه من منطَلَق حرصنا على إنقاذ ما يمكن إنقاذُه! وليس بالإمكان أبدعُ مما كان!! وكأن من المفروغ منه أن نخوض كل هذه المعارك المصيرية ونحن على هذه الحال! وكأن من المفروغ منه أيضًا أن نتصّدى نحن- ولا أحد سوانا- لحلحة كل قضايا هذا العصر، وكل تراكماته حتى لا تضيع هذه القضايا كما ضاع غيرها، وحتى لا يكون مصير اللاحق منها كمصير السابق عندما ضاع ذات يوم!!!

    لا يمكن أن تخوض شراذمُ متناحرةٌ مأزومة، وأنظمة تدين بالولاء والتبعية لقوًى أجنبية طامعة دون أن تخسر كل شيء، ودون أن تفرِّط في كل شيء، ودون أن تهبط من هذا السقف الذي وضعتْه ابتداءً لمطالبها، ومطالباتها، وأهدافها، وغاياتها.. لا إلى هذا المدى أو ذاك من هذا الجدار، أو تلك الجدر التي يقوم عليها هذا السقف، بل إلى الأرضية حيث مواطئ أقدام السابلة، والمتسكعين، وعابري السبل، والمتفرجين.. أو إلى ما دون هذه الأرضية.. حيث يكون باطن الأرض في كثير من الأحيان خيرًا من ظاهرها.. وحيث يكون الاختفاء والاختباء والانكفاء والانطواء في كثير من الأحيان خيرًا من الظهور لقوم لم يجيدوا سوى التبعية، ولم يتقنوا سوى فن التملق والتذبذب والنفاق والكذب، ولم يحرصوا إلا على هذه المكاسب الشخصية الرخيصة، فكانت لهم هذه العاقبة، وكان لهم هذا المصير، وكانت لهم هذه النهاية… ويبقى التهريج والدجل والخداع والتزوير والرقص على جماجم الأبرياء من المستضعفين والنساء والولدان والشهداء سيد الموقف!!!

    فإذا  قال لهم قائل إنهم مخطئون، وإنهم قد أساءوا إلى أنفسهم، وإلى مواطنيهم وأوطانهم، وإلى تاريخ أمتهم، وثقافتها، ومستقبل أجيالها، وإنهم قد باعوا كل ذلك بثمن بخس دراهم، وبامتيازات يربأ أهل الخلق والضمير بأنفسهم عنها، وبمكاسب رخيصة فانية، وإنهم قد جَنَوْا على شعوبهم، وباعوها بأرخص الأثمان ثارت ثائرتهم، وراحوا يتهددون، ويتوعدون، ويصولون، ويجولون، ويرغون، ويزبدون، ويسرفون على أنفسهم، وعلى غيرهم من عباد الله وراحوا يوغلون في التقرب من السادة الكبار، والتودد إليهم، والإغراق في تقديم كل فروض الطاعة والولاء لهم، ظنًّا منهم أن هؤلاء السادة الكبار سيستبدلونهم بغيرهم، وأنهم سيستغنون عنهم، وسيصرفونهم عن الكراسي كما أَتَوْا بهم إليها!! وإذا سألهم سائل عن سر هذه التصرفات، وعن كل هذه الحركات، والتحركات، والتوجّسات، والتخوّفات، والتجاوزات، والتعديات، والاعتداءات قالوا إنه أمن المواطن وأمانه! وعزة الأوطان! والحرص على سلامتها من العدوان! وإنها الأمانة التي عُرضت على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان!..وإنها المسئولية! وواجب الدفاع عن الحقوق والثوابت والمقدسات! وإنها المصلحة الوطنية العليا! والحرص على السلم الأهلي! والأمن الاجتماعي والقومي! والحرص على حياة الأجيال، وعيشها على أرضها بكرامة وعزة ورخاء وازدهار!!!

    وإذا خرج من رحم هذه الأرض مَن يُثبت أن هذه الأمة بخير، وأن هذه الأمة قادرة على صد العدوان، وتحرير الأوطان، وتحويل الهزائم والانهيارات والمهازل والمسرحيات إلى انتصارات.. وإذا خرج من رحم هذه الأرض مَن يحررها، ويحميها، ويذود عنها، ويفديها بكل غالٍ ونفيس، ويصون مجدها، ويحفظ ودّها وعهدها، ولا يسمح لمعتد بالاقتراب منها، أو تدنيس تُربها.. وإذا خرج من رحم هذه الأرض من يحقق التوازنات بالاعتماد على الذات، وعن طريق التحالفات، باعتماد التكتيكات، وبناء الاستراتيجيات، ليرتفع بذلك سقف كافة التوقعات، ولتلوح في الأفق كل ألوان التوازن والتوازنات، وصولاً إلى توازن الرعب الذي يردع كل معتدٍ، ويصرفه عن مجرد التفكير بالعدوان لا تَعفُّفًا وكرم أخلاق، ولكنْ خوفًا من الردّ، وخوفًا من النتائج المدمرة التي سيجرّها العدوان، وخوفًا من العواقب الوخيمة التي سيُفضي إليها هنا على أرض المعارك، وهناك في كل مكان ومكان.. إذا خرج من رحم هذه الأرض من يحقق هذا كله، وكثيرًا غيره، بل إذا خرج من رحم هذه الأرض مَن يحققون هذا راح هؤلاء، ومَن هم على شاكلتهم يشكّكون في هذا، ويروّجون الإشاعات الباطلة، ويثيرون الفتن، والنعرات الطائفية، والمذهبية، ويخوّفون البسطاء، ويحذّرونهم من هذه التحالفات الإقليمية، والخلافات المذهبيّة والتاريخية!! وكأن الصراع في هذا الجزء من العالم صراع طائفيٌّ مذهبيٌّ!.. وكأن ما أصاب أهل هذه الديار ذات يوم من نكبات وتشرّد واغتراب كان بسبب أولئك الأعداء الطامعين في نشر مذهبهم، والترويج لفكرهم الديني المغاير لفكر الأغلبية الساحقة من أهل هذه الديار!!..وكأن المشكلة في هذه المنطقة من العالم سببها ولاية الفقيه، وأهل تلك العمائم السوداء!! وكأن هؤلاء المشككين المروّجين لكل هذه الوساوس، المحذّرين من كل هذه النعرات والكمائن والدسائس هم الأمناء المؤتمنون على حياض السنّة، وشرف الإسلام العظيم، وبلاغة القرآن الكريم، وإعجازه، وسِحر بيانه!!!

    إن ما يجري في هذه المنطقة من العالم خطير، وإنّ ما يُراد بهذه الديار، وبغيرها من ديار العروبة والإسلام خطير، وإن كل وقائع التاريخ ومعطياته وحوادثه وأحداثه منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها لَتؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك على أن العالم لا يمكن أن يحترم إلا الأقوياء، ولا يمكن أن ينظر بعين النِدِّيَّة والاحترام إلا للأقوياء، ولا يمكن أن يُحقَّ حقوقًا إلا إذا كان وراءها قوة تطالب بها.. قد يُشفق المجتمع الدولي على ضعيف، وقد يُشفق هذا المجتمع على مظلوم، وقد ينتصر لمعتدًى عليه.. ولكنّ هذا المجتمع الدَّولي –يقينًا- لا يمكن أن يحارب نيابةً عن هذا المظلوم، ولا يمكن أن يتبنى المطالبة بحقوقه كاملةً غير منقوصة نيابةً عنه، ولا يمكن أن يضع هذا كله، أو شيئًا منه موضع التنفيذ إلا إذا قام أصحاب الحق بانتزاع حقهم، وقديمًا قال الحكماء:

                           ما حكَّ جلدّكّ مثلُ ظُفرِكْ//فَتَوَلَّ أنتَ جميعَ أمرِكْ!!

    وبعد

    فإن للانهياراتِ أسبابَها ومسبباتِها.. وإن للانتصاراتِ أسبابَها ومسبباتِها.. وإنّ الإصرار والإرادة والعزيمة الصادقة والإعداد والاستعداد هو الوسيلة لتحقيق هذه الانتصارات، على أنه في كثير من الأحيان لا بد من التجمعات والتكتلات والتحالفات لتحقيق هذه الإنجازات، ورفع سقف التوقعات من هذه التكتلات والتحالفات، بحيث يرتفع منسوب فن الممكن من الأرضية السياسية ومواطئ الأقدام، إلى الجدران، ومواصلة الزحف وصولاً إلى السقف، وإلى ما وراء السقف الذي يرتفع بارتفاع طموحاتنا، ويهبط بهبوطها، وينعدم بانعدامها… على أنه من الضروري أن لا يغيب لحظةً عن البال أن على رأس هذه الانتصارات، وتلك الإنجازات موضوع الحديث هنا يقف الانتصار على النفس بتطهيرها ومغالبتها وكفّها عن شرورها وأهوائها.. وكذلك تحرير الذات من أحلامها وأوهامها، والارتفاع بها عن السفاسف والصغائر.. ففي الارتفاع بها ارتفاعٌ لأقدارنا، وفي السموّ بها سموٌّ لغاياتنا وأهدافنا في حياة كريمة فاضلة ترفض الظلم، وتحرّمه على نفسها، وعلى غيرها من الناس.



جميع الحقوق محفوظة ماسترويب 2009
Email