مقابلات صحفية

صحيفة الشرق الاوسط

خضر يرفض بيان المجلس التشريعي الذي يهدده لأنه انتقد عرفات

قال إن لديه معلومات عن تلقي قوات الأمن أوامر بالانسحاب من حواجزها قبيل عملية اغتيال كوادر حماس الأربعة بنابلس

لندن: علي الصالح

هاجم حسام خضر، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن دائرة نابلس، بيانا صدر عن المجلس يتوعد باتخاذ اجراءات قانونية ضده لتهجمه على الرئيس الفلسطين في سر عرفات والسلطة الفلسطينية واتهام الاجهزة الامنية الفلسطينية بالتقصير.

وقال البيان ان خضر اتهم أطرافا في السلطة الفلسطينية بالتورط في عمليات اغتيال تقوم بها إسرائيل ضد نشطاء الانتفاضة الفلسطينية خاصة 4 من كوادر حماس العسكريين في نابلس.

وكان خضر قد قال لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات سابقة أن قوات الأمن الوطني الفلسطيني أبلغت مسبقا بالعملية الإسرائيلية ضد كوادر حماس في نابلس، لكنها لم تتخذ اي اجراءات الامر الذي سمح بمباغتتهم. واضاف خضر إن القوة الإسرائيلية عبرت ثلاثة حواجز أمنية فلسطينية، دون أن تقوم الأخيرة باتخاذ أي إجراء بما في ذلك تنبيه السكان.

وقال خضر في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لم اتعامل مع ما سمي بالبيان على انه بيان رسمي. انه بيان صيغ في اروقة السلطة التنفيذية وسرب من خلال البعض في رئاسة المجلس لوسائل الاعلام. وافسح الاعلام الفلسطيني مساحة كبرى له.

ان هذا البيان لا علاقة له بالمجلس وهو عار عن الصحة وفيه قلب للحقائق». واضاف انه تلقى مكالمات من اكثر من 30 عضوا في المجلس ادانوا فيها البيان. كما اعربوا عن عدم علمهم بامره. وقال البيان إنه «في الوقت الذي يضطلع فيه أعضاء المجلس التشريعي بدورهم في قيادة جماهير شعبنا وتعبئته لمواجهة القوة الشارونية الهادفة لاقتلاع جذوره، وقد دأب خضر على الإدلاء بالتصريحات المتهمة، للسلطة ولرئيسها وللشعب الفلسطيني، واضعاً إياها في خندق الأعداء». وأضاف «إن تصريحاته هذه تأتي استغلالاً منه للحصانة البرلمانية وضمن مسلسل الإساءة المتعمدة».

واعتبر البيان ان ما صدر عن خضر، هو خروج على القسم الذي يشكل الرابط الصادق بين الشخص ووطنه وشعبه وأمته، ومن هنا فإن المجلس سيتخذ الإجراءات القانونية الرادعة بحقه على هذه التجاوزات الخطيرة التي لا تخدم إلا العدو الصهيوني وتنال من وحدة شعبنا وسلطته وقيادته الوطنية.

من جانبه قال خضر «انا لم اهاجم الشعب الفلسطيني. انا ادافع عن هذا الشعب وامنه ومقدراته وممتلكاته وحقوقه امام ممارسات فئة ضالة، وهي جماعة تيار اوسلو الاقتصادية التي شوهت السلطة الفلسطينية واستنفدت الرصيد النضالي للاخ ياسر عرفات من خلال ممارساتها المشبوهة على الارض».

ويقول خضر «اني اقول لهذة الفئة ان السلطة هي ثمرة نضال الشعب الفلسطيني طوال قرن من الزمان. وانا جزء من هذه السلطة. ولا اهاجمها ولكني أهاجم تيار اوسلو المنتفع، الذي حرف مسيرتنا النضالية واخرجها عن اهدافها الوطنية».

واوضح خضر وهو من قادة حركة فتح في الضفة الغربية «انني عندما قلت ان على ياسر عرفات ان يوقف الاعتقال السياسي انما كنت استبق الاحداث التي وقعت في الاسبوع الاخير. ان المشهد المؤلم الذي كنت اتخوف منه وقع. فبينما كانت الدبابات الاسرائيلية ترابط على بعد عشرة امتار من مقر الرئيس كان الالاف من الجماهير يهزون شباكه مطالبين بوقف سياسة الاعتقال وملاحقة الخونة والمأجورين».

وتساءل «هل رموز الحركة الوطنية وقيادتها ضد الشعب الفلسطيني وعرفات. بالتأكيد لا. هؤلاء مع عرفات... مع الصح في ياسر عرفات وضد الخطأ فيه».

واعرب خضر عن اسفه في ان يصبح من اسماهم الرئيس عرفات من جماعة تيار اوسلو الاقتصادي بادوات وضيعة «جزم» لعبور المرحلة، عنوان السلطة في الوقت الحاضر و«لذا فان هذا ما يجب ان يناضل شعبنا الفلسطيني من اجل التخلص منه».

وردا على سؤال حول هجومه على الاجهزة الامنية الفلسطينية وما وصفه بتقصيرها في التصدي للاسرائيليين في نابلس، قال خضر «ان حديثي كان حول دور قوات الامن الوطني في توفير الحماية والامن والامان للمواطن».

وتساءل خضر «هل الحديث عن دور الاجهزة الامنية وتحديدا الامن الوطني في حماية المواطن جريمة. لماذا لدينا هذا الكم الهائل من الجنود؟». واستطرد «انا لا اطلب من قوات الامن ان تتصدى للدبابات ولكن على الاقل ان تنذر عند دخول القوات الاسرائيلية الى مناطق السلطة، المواطن الآمن في منزله، وتحذره من هذا الاقتحام».

واتهم خضر مجددا «قيادة قوات الامن الوطني في نابلس بتلقي مكالمة من القيادة العسكرية لقوات الاحتلال في المنطقة وعلى اثرها قامت قوة اسرائيلية بقتل كوادر حماس الاربعة».

* ولكن هل مثل هذا الاتهام مؤكد؟

ـ نعم مؤكد بنسبة مليون بالمئة. فالحواجز كانت محروسة بقوات الامن الوطني حتى الساعة الثانية فجراً (يوم العملية). وانسحبت منها بعد ذلك. لماذا انسحبت؟ ومن الذي امرها بالانسحاب؟

* ما هو دليلك على مثل هذه الاتهامات الخطيرة؟

ـ الدلائل كثيرة، منها شهادات ضباط وجنود، قالوا انهم تلقوا اوامر في الساعة الثانية بعد منتصف الليل بالانسحاب. اني اطالب الرئيس عرفات بتشكيل لجنة تحقيق في الموضوع.

* هل تقول انهم تلقوا امرا بالانسحاب من الحاجز في الساعة الثانية فجرا؟

ـ نعم، لذلك وكما قلت فان على الرئيس عرفات ان يأمر بالتحقيق وبامكانه الوصول الى الحقيقة لان معظم جنودنا وضباطنا شرفاء وسيكشفون الحقيقة. لماذا شكل الرئيس لجنة تحقيق في موضوع السفينة؟ هل لان اميركا طلبت ذلك. الاولى ان يشكل لجنة تحقيق للاطلاع على اداء الاجهزة الامنية عند دخول القوات الاسرائيلية. فهل من يطرح هموم وقضايا الشارع الفلسطيني ويقف في وجه الفاسدين والمفسدين ووكلاء اسرائيل اصبح ضد الشعب الفلسطيني. لا شك انني ضد مصالح هذا التيار الخارج عن ارادة شعبنا وسأبقى كذلك.

ان احد ضباط الاجهزة الامنية او بالاحرى احد الشرفاء فيها، الذي يراقب المكالمات الهاتفية، ابلغني بامر مكالمة مسؤول امني رفيع برام الله مع مسؤول امني بنابلس يطلب منه اتخاذ اجراءات ضد النائب خضر. والاجراءات المطلوبة تعني الاغتيال. وتلقيت من اشخاص مشبوهين معروفين تهديدات مباشرة. ولكن هذا لن يهز شعرة في جسدي وسيزيدني ايمانا وثباتا على الحق ومحاربة تجار الدم الفلسطيني ايا كانت مواقعهم وقوتهم على الارض. نحن نطالب السلطة بان تقوم بدورها تجاه المواطن. اذا كانت لا تستطيع التصدي للدبابة فعليها ان تعتقل الخائن الذي يدل هذه الدبابة الى اماكن الشرفاء. لماذا ليس هناك اعتقالات في اوساط الجواسيس ولا توجد ملاحقة ومطاردة للفاسدين الذين استبدلوا الوطن بوكالات واحتكارات وامتيازات. الشعب الفلسطيني يعرف بالفساد وهو ضحية هذا الفساد الذي اقترب تأثيره على الشعب من تأثير الاحتلال. جبهتنا الداخلية ضعيفة ويجب ان نعمل على تعزيزها. وكلما تعززت الجبهة الداخلية زاد الالتفاف حول عرفات واستطاع شعبنا ان يفشل المؤامرات التي تستهدفه وسلطته ورمزها عرفات.

اما اذا اراد عرفات الابقاء على هؤلاء تجاراً على رؤوسنا فان لدينا الجرأة لان نقول له انه آن الأوان ان تخلص الشعب الفلسطيني منهم.

موضوعات ذات علاقة

عودة الى الصفحة الرئيسية - عودة الى صفحة مقابلات صحفية